من خلال نظرة واحدة على جناح «بارع» المشارك ضمن فعاليات «رمضاننا كدا2» بالمنطقة التاريخية بجدة، كفيلة بإقناعك أن النساء هن المسيطرات على صناعة الحِرف اليدوية. المشرف الإداري على الجناح علي محمد صالح، يؤكد بأن الإقبال النسائي على البرامج الحرفية أكثر من إقبال شقائقهن من الرجال، مرجعًا ذلك إلى تفرّغ الإناث ورغبتهن الكبيرة في الانخراط في برامج جمعية الأيدي الحرفية بمنطقة مكة المكرمة التي تأسست قبل 6 سنوات في 1430، وهي أول جمعية حرفية في المملكة مختصّة في التدريب الحرفي المنتهي بمشروع أو توظيف. الحرفية فاطمة المتواجدة ضمن جناح «بارع»، استطاعت أن تحوّل شغفها للبحر، كونها تعيش مع أسرتها التي تقطن بالقرب منه، وتتردد عليه بشكل مستمر، إلى لوحات تشكيلية تدر عليها دخلاً مادياً جيداً. كما استطاعت فاطمة بوجود رغبتها الشديدة، في إبراز دورها الحرفي، وقدرتها على امتاع أنظار الزائرين بفنها التشكيلي، الذي تنقل فيه من مدرسة تشكيلية إلى أخرى، بحسب مسار اللوحة التي سترسمها. وتعمل جمعية الأيدي الحرفية بمنطقة مكة المكرمة على تدريب الحِرفيين والحِرفيات من خلال منهج علمي وعملي، وفق خطة دراسية، تتفاوت مدتها، وتقدم الجمعية نحو 40 برنامجاً تشمل جميع الحرف اليدوية. وللتغلب على إشكالية المواصلات بالنسبة للنساء اللاتي يرغبن في تعزيز قدراتهن الحرفية، أشار مشرف الجناح بأن الجمعية قدمت خدمة من «الباب إلى الباب»، وهي استعارة عن تحمل جمعية الأيدي الحرفية تكاليف المواصلات والحقيبة التدريبية وغيرها من الاحتياجات الأخرى التي تتطلبها البرامج التدريبية. وأفاد بأن الهيئة العامة للسياحة والآثار وفرت للجمعية في فعاليات «رمضاننا كدا2» 10 محال تختص بالحرف اليدوية، على أن تستبدل الحرف المشاركة كل 4 أيام بحرفيات جدد، حتى يتاح لجميع النساء تقديم منتجاتهن لزوار المنطقة التاريخية.وشدّد علي محمد صالح على ضرورة اتقان الحرفي للمهنة التي تعلمها خلال التحاقه بالدروات التدريبية، مبينًا أن الجمعية لها توجهين بعد انتهاء الحرفي من التدريب إما التوجه للمشروعات الصغيرة، أو التوظيف، كما أن لدى الجمعية معرضاً دائماً طوال العام يستعرض أعمال الحرفيين، وفريق تسويق متخصص يقوم بالترويج لأعمال الحرفيين من الجنسين وخلق منافذ بيع للجميع، وهي ميزة إضافية تقوم بها الجمعية على المستوى المحلي.وأكد مشرف جناح «بارع» على أهمية تعلم الحرف اليدوية، باعتبارها أحد ثوابت التراث الشعبي المخزن في الذاكرة، وذكر أن اهتمام الجهات بالمهارات اليدوية، يعود إلى كونها أضحت باباً من أبواب الرزق للأسر المنتجة، والراغبين من الجنسين في امتهان الحرف اليدوية. المزيد من الصور :
مشاركة :