فشل تجربة لاستنباط قمح مقاوم لحشرة المن

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باءت بالفشل تجارب حقلية على صنف من القمح المعدل وراثيا الذي تنبعث منه رائحة معينة لطرد الآفات لا سيما حشرة المن، الأمر الذي يبرز مدى صعوبة استئناس مثل هذه التقنية المثيرة للجدل. وقال العلماء بأن هذه النتيجة مخيبة للآمال لكنهم يعتزمون تعديل هذه التقنية لتحسينها مستقبلا اعتقادا منهم بأن تقنية المحاصيل المحورة وراثيا تطرح أسلوبا مرنا لاستنباط حاصلات لا تحتاج إلى رشها بمبيدات الآفات. غير أن منتقدي هذه التقنية يخشون من أن تؤدي هذه المحاصيل إلى تلويث البيئة وربما إفساد منظومة السلسلة الغذائية. كانت هذه الجهود العلمية التي جرت في معهد روثامستيد البريطاني بجنوب إنجلترا أول تجربة من نوعها لمحصول تمت هندسته وراثيا كي يطلق فرمونات أو روائح طاردة للحشرات. وفجرت هذه التجربة احتجاجات من جانب النشطاء المعارضين للحاصلات المعدلة وراثيا إذ هددوا بإتلاف هذه النباتات في حالة نجاح التجربة لكنهم لم يقدموا على إهلاك نباتات التجربة. وفيما نجت النباتات من اعتداء البشر إلا أنها لم تفلت من غزو حشرة المن. وأوضحت هذه التجربة التي استمرت خمس سنوات - ونشرت نتائجها في دورية «ساينتفيك ريبورت» الخميس - أن القمح المحور وراثيا لم يطرد آفة المن في التجارب الحقلية كما كان يعتقد رغم نجاحه في ذلك في المختبرات. وتدمر حشرة المن محصول القمح عن طريق امتصاص العصارة السكرية للنبات علاوة على نشر الفيروسات الأمر الذي يستدعي رش المحصول بمبيدات حشرية من إنتاج شركات مثل باير وسينجينتا. وأضاف الفريق البحثي جينات كي تحفز القمح على إنتاج فرمون البيتا فارنزين - الذي يوجد طبيعيا في نباتات أخرى - ويعمل من خلال إرسال إشارة تحذير للحشرة كي تبتعد عن النبات. ولم يتضح سبب فشل النبات المحور وراثيا في العمل وفق لما هو متوقع لكن العلماء يقولون: إنه يبدو أن حشرة المن تعودت بمرور الزمن على هذا النوع من التنبيه ولم تعد تعبأ به مثلما اعتاد الناس على أصوات آلات تنبيه السيارات بحيث لا يكترثون بها. وقال الباحث جون بيكيت - الذي يؤمن بجدوى الفرمونات الطاردة للحشرات - بأن من بين الأفكار المقترحة الآن أن ينفث النبات هذه الفرمونات فور وصول حشرة المن. وقال للصحافيين «نرى أن هذا الأسلوب يبشر بعملية لمكافحة الحشرات دون اللجوء إلى ضرورة رش المبيدات الحشرية السامة. إنها بداية انتهاج طريق بديل». وتمثل تجربة معهد روثامستيد - التي لم تعضدها اهتمامات من قبل الشركات التجارية المعنية - حالة نادرة نسبيا في بريطانيا في ضوء المعارضة السياسية للمحاصيل المعدلة وراثيا على المستوى الأوروبي علاوة على التكلفة الباهظة لمثل هذه البحوث. ومول البحث مجلس بحوث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية المدعوم من الحكومة البريطانية.

مشاركة :