أمر الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أمس الثلاثاء، قوات الجيش باستئناف عملياتها الهجومية ضد حركتي «طالبان» و«داعش» ومجموعات أخرى بعد هجومين دمويين، استهدف أحدهما مستشفى للتوليد في كابول والآخر جنازة في إقليم ننكرهار، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً، وإصابة العشرات. وقال غني في خطاب متلفز: «أصدر أمراً لكل القوات الأمنية بوضع حد لموقعها الدفاعي، والعودة إلى موقع الهجوم واستئناف عملياتها ضد العدو». وحمل غني حركة «طالبان» وتنظيم «داعش» المسؤولية. وقال: «شهدنا اليوم هجمات إرهابية نفذتها مجموعتا «طالبان» و«داعش» على مستشفى في كابول وجنازة في ننجرهار وكذلك هجمات أخرى في البلاد». قال مسؤولون حكوميون: إن هجوم كابول بدأ في الصباح عندما دخل ثلاثة مسلحين على الأقل، يرتدون زي الشرطة، مستشفى (دشت برجي) وأخذوا في إلقاء القنابل اليدوية وإطلاق النار. وقتلت قوات الأمن المهاجمين بحلول العصر. وقال شاهد عيان: «كان المهاجمون يطلقون النار على أي شخص في هذا المستشفى من دون أي سبب. إنه مستشفى حكومي، ويُحضر إليه الكثير من الناس نساءهم وأطفالهم؛ لتلقي العلاج». وتوجد بالمستشفى الذي يضم مئة سرير عيادة للتوليد تديرها منظمة «أطباء بلا حدود» التي أكدت الهجوم. وأكدت وزارتا الداخلية والصحة، أن القتلى والمصابين كان من بينهم أمهات إضافة إلى ممرضين وأطفال. ونشرت وزارة الداخلية صوراً لطفلين حديثي الولادة فارقا الحياة داخل المستشفى. ونقل جنود أطفالاً رضّع من مجمع المستشفى وتم لف بعضهم في أغطية ظهرت عليها بقع دماء. وفي هجوم منفصل، تبناه تنظيم « داعش»، اقتحم انتحاري جنازة قائد بالشرطة في إقليم ننكرهار شرقي البلاد كان يشارك فيها مسؤولون بالحكومة، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل وإصابة 68 آخرين. وتقول السلطات: إن عدد الضحايا مرشح للزيادة. ودانت منظمة العفو الدولية الهجوم. وقالت على «تويتر»: «الجريمتان المخزيتان في أفغانستان اليوم والمتمثلتان في استهداف مستشفى يضم عيادة للتوليد وجنازة يتعين أن توقظا العالم على الفظائع التي لا يزال المدنيون يواجهونها». وأضافت: «لا بد أن تكون هناك محاسبة على هذه الجرائم الخطرة». وأصدرت قوى أجنبية، منها المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا وباكستان، بيانات نددت بهذا العنف. كما أعرب أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن استيائه «لانعدام الإنسانية الفظيع» في الهجومين الإرهابيين الأخيرين بأفغانستان». وقالت «طالبان»: إنها ليست ضالعة في الهجمات. وينشط تنظيم «داعش» في ننكرهار، ونفذ عدداً من الهجمات في كابول خلال الشهور الماضية. وألقت قوات الأمن الاثنين القبض على قائده الإقليمي بالعاصمة. (وكالات)