العنف ضد النساء سيزيد قبل أن ينقص

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عنوان هذا المقال غالبا يمثل عنوان المرحلة الحالية بالنسبة للنساء، حيث إنه مع استمرار خطاب التحريض الديماغوجي ضد حقوق النساء من جهة، ومن جهة أخرى استمرار توعي الفتيات والنساء بحقوقهـن الإنسانية الأساسية في أن يتم احترام رغبتهـن وخياراتهـن في الحياة كالتعليم والعمل واختيار الزوج وعدم التعرض للأذية والظلم فمن المحتم حدوث تصادم بين التيارين عواقبه ما نشهـده حاليا من ارتفاع بالعنف الاسري وجرائم قتل النساء اللاتي لم يرتكبن محرما إنما فقط أردن الحقوق الاساسية التي يريدها الذكر لنفسه وكفلها لهـن الاسلام، ومثل هذا التصادم ليس محتوما، فهـناك عديد من الدول الاسلامية التي كان يسودها خطاب تقليدي معادٍ للنساء وحقوقهـن لكن بفضل وجود قيادات دينية واجتماعية مستنيرة ومنفتحة على التقدم والتطور والترقي الحضاري والثقافي سهـل خطابهـم المشجع للمجتمع على الانتقال من الثقافة التقليدية إلى الثقافة الحضارية على حصول هذه النقلة النوعية في الوعي العام لدى النساء والرجال على حد سواء بسلاسة وسلام ولهذا لم تمر مجتمعاتهـم بمرحلة زيادة العنف ضد النساء لقيامهـن بمقاومة التيار الذي يريد الحفاظ على الثقافة التقليدية القائمة على العصبيات ضد النساء والاجانب والأقليات والطبقات الأخرى بالمجتمع والتي تعتبر أنه من حق السلطة الذكورية أن تضطهـد وتظلم وتستبد بكل الفئات المستضعفة، ومن الأمور الجديرة بالإشادة هو بدء هيئات الدولة بتقديم المساندة والمساعدة للفئات المستضعفة في الثقافة التقليدية وبخاصة النساء والاطفال وإن كانت لازالت متواضعة بالنظر لحجم المشكلة الجذرية لكنها على الأقل خطوات بالاتجاه الصحيح، ومع هذا ومهما قدمت الدولة من مساعدة عملية تتمثل في مراكز إيواء لضحايا العنف الاسري يبقى أنه حتى في مراكز الإيواء ومع وجود حرس لا أمان كامل للضحية فأهلها كما حصل مع فتاة جدة رحمها الله سيترصدون بها بإصرار عجيب حتى يقتلوها مدفوعين بعصبية غرور الانا التي تشعرهـم أن تلك الفتاة هي ملكهـم ولا يقبلون أن يتصرف ملكهـم بشكل لا ينصاع لإرادتهـم المستبدة الانانية الظالمة، والحقيقة أنه لا أحد يملك أحدا إنما هي كانت أمانة عندهـم وقد ضيعوا الامانة لما حرموها من حقوقها وعنفوها وألجؤوها للاستجارة من ظلمهـم، ولهذا كما يقال يد واحدة لا تصفق، وجناح واحد لا يكفي للتحليق، واليد والجناح الثاني اللازم لمعالجة الحيثيات التي تسوغ ظلم النساء هو الجانب الثقافي الديني والاجتماعي الذي يصنعه أصحاب التأثير العام في المجتمع كالفقهاء والمثقفين والشخصيات العامة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والمناهج الدراسية..

مشاركة :