لي زيكي.. نموذج للتعايش بعيداً عن صخب المدينة

  • 5/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: زكية كرديبعيداً عن ضجيج عالمنا المعاصر وصخبه وموجاته المضطربة، بمنأى عن أخبار الحروب والأمراض وفضائح المشاهير وغير المشاهير، ومقالب «تيك توك» وآخر صيحات الموضة، تعيش الفتاة الصينية لي زيكي في هدوء وتناغم في الريف البعيد، واستطاعت لفت أنظار العالم وتخطى أحد مقاطع الفيديو التي صورتها 80 مليون مشاهدة، بينما يتابع قناتها على «يوتيوب» أكثر من 10 ملايين متابع.تصحو زيكي باكراً لتنثر البذور في الأرض، وهي طاهية ماهرة، ومزارعة صبورة، عدا عن كونها رسامة جيدة وحرفية مبدعة تجيد الكثير من المهارات التي تذهل المشاهد عندما يراها تجتمع في شخص واحد.يغلب طهي الطعام الصيني على المحتوى الذي تقدمه قناة «لي زيكي» على «يوتيوب»، لكن لها طريقتها الخاصة في تحضير الطعام، وتوثق زراعة الخضراوات والحصاد، مروراً بأساليب وطرق التخزين التقليدية للعديد من الأصناف، لتنتهي في مطبخها التقليدي وتطهو أطباقها المميزة، بينما تعد المعجنات في التنور الذي أعدته بنفسها وصممته على شكل رأس دب الباندا، فهي لا تكتفي بالإبداع في وصفاتها وحسب، بل تهتم أيضاً بكل التفاصيل التي تمنحها لمسة فنية عصرية مميزة تجعل مائدتها تضاهي أرقى المطاعم في طريقة التقديم، مع الحرص على بساطة الأدوات، فمعظم الاشياء التي تستخدمها مصنعة من الخشب أو الطين، أما الخبر المفاجئ فهو أنها تقوم بنفسها بتصنيع معظم الأشياء، من أثاث المنزل وغرفة الجلوس التي صممتها ونفذتها بنفسها بأدواتها البدائية القديمة، إلى المعاطف والفساتين والأغطية التي وثقت صناعتها من بدء عملية تربية دودة القز إلى طريقة تنجيد اللحاف وصباغة الأقمشة وطباعتها أيضاً.تبدو الحياة في عالم لي زيكي مذهلة ومرهقة في الوقت نفسه، لكننا لا نرى أي علامات للإرهاق أو الملل على وجهها، فهي تبدو أشبه بمثال حي عن الإنسان الشغوف بحب التعلم والابتكار، نشاهدها وهي تتعلم التطريز على الطريقة الصينية، وهي تصنع الأوراق يدوياً وتعد قوالب الطباعة الخشبية لتبدع هدية خاصة، والغريب أننا نادراً ما نراها تتكلم أو تنظر إلى الكاميرا حتى، فلا نسمع صوتها إلا في محادثات قصيرة جداً مع جدتها التي تركت المدينة لتعيش معها والاعتناء بها كما ورد في بعض الأخبار عنها، إذ بدأت عيش شخصية «فتاة الغابة» كما يطلق عليها الكثيرون، والحقيقة أن أجمل رسالة استطاعت أن توصلها هذه الفتاة هي تذكيرنا بأننا قادرون على فعل الكثير عندما نبتعد عن إضاعة الوقت بما لا طائل منه.

مشاركة :