في مستهل شهر رمضان المبارك، شهد النطاق الحضري في حي الفايزية جريانات وطفوح مائية سطحية أثرت على النمط المعيشي لسكان ومرتادي الحي، وهذه الإشكالية البيئية ليست حديثة النشأة بل سبقها تدفقات سابقة. إن التشخيص الأمثل لهذه الإشكالية لا ينبغي أن يكون بمعزل عن تقييم طبيعة الخصائص الجيولوجية والهيدروجيومورفولوجية في الحدود المجالية للنطاق الحضري للحي، ومن هذا المنطلق يمكن أن يقال: إن النطاق الحضري للفايزية يمثل جزء لايتجزاء من نظام جيومورفولوجي تظهر فيه حافة الفايزية و صفراء حافة الفايزية وهذه الظاهرات تتشكل بشكل رئيس من تطبقات كلسية تضم تناوباَ ليثولوجياً وستراتيغرافيا يغلب عليه تطبيقات كلسية و دولومايتة وحبسية، وهذه التكوينات الصخرية إرث قديم لبيئات بحرية طغت على هذه الأجزاء وتعرضت لاحقا لجنوح بفعل حركة رفع شهدتها المنطقة قبل الاف السنين. وبتحليل علمي قائم على دراسة جيولوجية الحي وكذلك بيانات الرادار SRTM ,ومرئية Sentinel-2 لعام 2020، نجد أنه السطح الكلسي القديم ( صفراء الفايزية) جانخ ناحية الشرق بمعدلات انحدار تتراوح درجته بين ( 1 إلى 3 درجات)، ومع مرور الزمن وزيادة الرقعة العمرانية وماترتب على ذلك من ضغط على الموارد الأرضية ظهرت إشكالية مياة جارية في طرقات وجنبات الحي المذكور ، والتي هي في الحقيقة تقع ضمن طبقة الكس المذكورة (10متر العليا)، والتي تؤكد الدراسات أنها تحوي تنوب كلسي دلومايتي ساعد على تشكل جيوب مائية ضعيفة الخزن جداَ تستمد مياهها الشحيحة من تسربات سطحية عبر مجاري وأروقة أو تدفقات مرتبطة بخزان عضو المذنب الذي يقع أسفلها. من خلال المشاهدات الميدانية خلال الفترة 15-0-1441لجسات الحفر المنتشرة في جنبات الحي نجد دلائل هيدرولوجية قوية تدعم أن الطبقة المذكورة قد تتتغذي مائياً من مصدر ثانوي موسمي إما بفعل الأمطار أو التسربات العلوية من الشبكات التي تخدم الحي، لكن كما قيل هذه المياه المخزونة لا تأخذ صفة الديمومة بل يرتبط جريانها بضخ زائد عن الطاقة الاستعابية لصرف شبكات السيول، أما المياه الدائمة القليل فنظام حركتها محكوم بالميل الطبقي،بالإضافة إلى فعالية الجاذبية التي تسوقها طبيعيا ناحية الشرق وتظهر على شكل سباخ أومناطق ارتشاح عند الهوامش الشرقية للنطاق الحضري للفايزية حيث (الطريقي الداخلي الضلع الشرقي – و طريق الطرفية )، والتي تظهرها الخرائط الجيولوجية أنها جزء لايتجزاء من سطح انفصال مطمور أتت عليه عوامل سفي واراساب قديم جعله بمثابة منطقة هشة تشغلها تلك المياه الأمر الذي يعمل على تشكل موائل رطبة أو منطقة ارتشاح مائي تؤثر سلبا على الطرقات . في الهوامش الشرقية، ومن هنا نستخلص أن هنالك مصادر أخرى لتلك المياه المهوله الجارية في شوارع وطرقات حي الفايزية والتي من المحتمل أن مصدرها يرجع بالدرجة الاولى لفعل العامل البشري المتمثل: بشبكات السيول أو شبكات الصرف الصحي حيث من المملكن تتبع حركتها بتقنيات مختلفة ليس المجال هنا للتفصيل فيها، أخيرا بعد توضيح جوانب التشخيص لخصائص المنطقة الطبيعية وإمكانية تأثيرها وإرتباطها بالمشكلة يأتي دور المختصين في الجهات المشرفة على التخطيط الحضري والخدمي لشبكة السيول والصرف الصحي للربط بين متغيرات أهمها، تقييم الشبكة الحالية من حيث السلامة والطاقة التشغيلية وفحص خرائط شبكة الصرف وخصائصها ومدى توافق نقاط التوزيع مع الخصائص المذكورة. قصاري القول: إن الخصائص الجيولوجية والهيدرولوجية في النطاق الحضري لحي الفايزية لا تساعد على تشكل مناطق ارتشاح في الأجزاء العليا والوسطى من الحي وإن كان فستكون والله أعلم.
مشاركة :