عريضة إلكترونية تلقى رواجا واسعا على فيسبوك في تونس وتطالب بالكشف عن مصادر ثروة زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي لم يعمل يوما في حياته. وقّع تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي على عريضة إلكترونية مفتوحة تطالب بالكشف عن مصادر ثروة زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان في تونس راشد الغنوشي. وجاء في نصّ العريضة التي لاقت رواجا واسعا خاصة على فيسبوك “عاد ﺍﻟﺴﻴﺪ راشد ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ إلى ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ 30 ﺟﺎﻧﻔﻲ (يناير) 2011 ولم يعرف له ﻧﺸﺎطا ﻗﺒﻞ هذا ﺍﻟﺘﺎريخ أو بعده ﺇﻻ ﻓﻲ المجال ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ورغم عدم ممارسته لأي ﻋﻤﻞ اقتصادي أو تجاري ﻓﺈنه (ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ) قد ﺃﺻﺒﺢ في ظرف ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ أثرى أثرياء ﺗﻮﻧﺲ”. وتقدر مصادر إعلامية ثروة الغنوشي بمليار دولار ﻓﻲ ﺣﻴﻦ تتحدث مصادر أخرى عن مبلغ يساوي 8 أضعاف هذا الرقم أي ﻣﺎ يعادل ﺧُﻤﺲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟدوﻟﺔ. ودعا الناشطون الممضون على العريضة ﺇلى تشكيل ﻟﺠﻨﺔ مستقلة تتكون ﻣﻦ منظمات وطنية ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ أن تكفلت بملفات حارقة كالاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وعمادة المحامين، فضلا عن دائرة المحاسبات والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واللجنة التونسية للتحاليل المالية التابعة للبنك المركزي، وعمادة الخبراء المحاسبين وعمادة عدول المنفذين للتحقيق بكل جدية وشفافية في ثروة ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ وفي مصادرها، باعتباره ﺯﻋﻴﻢ أحد اكبر الأحزاب ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ في البرلمان، ورئيس ﻣﺠﻠﺲ النواب، خاصة في ظل تفشي الفساد ﻓﻲ الدولة والمجتمع، وكثرة التمويلات ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ المشبوهة التي تفد على تونس بعنوان العمل الخيري، وتتقاطع هذه التمويلات غالبا مع أجندات ﺴﻴﺎﺳﻴﺔ مشبوهة. وبات الحديث عن ثروة الغنوشي مصدر تندر. إذ أصبحت محور ألغاز شعبية تبحث عن حل. وقالت معلقة: Najet Abbassi تشنشينة: علّي دخل للبلاد دبّة دبّة (رويدا رويدا) سرقها وتخبّى تحت القبّة (قبة البرلمان) مرّة مكستم (يلبس بدلة) ومرّة لابس جبّة نفنف (أثرى) جماعته وخلّى الشعب من كبّة لكبّة (من أزمة لأزمة). وسبق أن أكد القيادي المنسحب من حركة النهضة الإسلامية، فريد التيفوري أن الغنوشي يملك قصرا في ضاحية الحمامات شمال شرقي تونس اشتراه بقيمة 4 ملايين دولار، من رجل أعمال إيطالي. وأوضح أن هناك انقساما داخل الحركة حول مصدر الثراء المفاجئ لرئيس حركة النهضة وعائلته، وخاصة صهره رفيق عبدالسلام الذي يتلقى أموالا من “جهات خارجية” لتمويل مركز “ميم الإعلامي” لنشر الفكر الإخواني، الذي تترأس تحريره ابنة الغنوشي سمية. وأضاف التيفوري أن الغنوشي يمتلك أسطولا من السيارات الفاخرة، وجيشا من الحرس الشخصي وعقارات في مناطق سياحية وأراض فلاحية شاسعة في محافظات الشمال الغربي التونسي، وواحات نخيل في مدينة توزر جنوب غربي البلاد. ويقول إن هذه الأملاك وقع إثباتها في “دفتر خانة” التونسية (السجل الرسمي للأملاك) وقد وقع تسجيلها في فترات متراوحة بين 2012 و2018. من جهته قال ﺍﻟسياسي المعارض مراد النوري في تدوينة على فيسبوك إن “راشد ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻫﻮ زعيم اﻟﺨﻮﺍﻧﺠﻴﺔ فرع ﺗﻮﻧﺲ أو في ما يعرف ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ الدولي للإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ بإمارة ﺗﻮﻧﺲ وهو الذي ﻳﻌﻴّﻦ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍلمحافظات والذي يعرف بالعامل، والغريب في الأمر فإن سلطة العامل محدودة وتتمثل فقط ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ الأموال ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﻘﺘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻴﻠﻬﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻳﻘﻊ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ صندوق يشرف عليه ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ويتصرف ﻓﻴﻪ دون ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ”. ﻮأضاف النوري “رئيس اﻠﺘﻨﻈﻴﻢ السري ﻳمثل بصفته ﻫذا ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ لدى ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ الدولي والذي يراسه المرشد العام للإخوان ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻫﻮ الذي يتلقى نقدا بالدولار حصة الإخوان ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻣﻦ قيادة ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ الدولي وهي عادة أموال ﻳﻘﻊ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ أرﺑﺎﺡ شركات ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ الدولي ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ وخاصة من هبات وتبرعات ﺑﻌﺾ الأمراء ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ ومن أموال الزكاة وعلى أساس ذلك فإن ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻳﻌﻴﺪ توزيعها وينفقها ﻋﻠﻰ فقراء ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ وقبل الثورة على عائلات المساجين والطلبة المغتربين”، وفق النوري. وأضاف النوري ”لكن ﻫذه الأموال ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ مدة ربع قرن ووقع ﺗﺒﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ عائلة الغنوشي الحاكمة وصرفها في شراء الذمم والإغداق على السياسيين والصحافيين الموالين، وكذلك صرفت في إنشاء شركات بالخارج عادة ما وقع تفليسها قصدا وسرقة أموالها”. كما أشار النوري إلى “أن الفترة التي سبقت الثورة ببضعة سنوات كثر الحديث عن المصالحة بين بعض القيادات النهضة في المهجر الذين عفى عنهم الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، ﻓﻄﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ إعادة أﻣﻮﺍﻝ ﺣﺼﺼﻬﻢ بالشركات فنشب خلاف كبير”. وكان حسين الجزيري الذي يوصف بالاﺑﻦ الروحي المدلل ﻟﻠﻐﻨﻮﺷﻲ ﻭأﻣﻴﻦ سر صهره رفيق عبدالسلام، قال في ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺒﻌﺾ قيادات حركة النهضة ﺑﺎﻟﻤﻬﺠﺮ في باريس سنة 2009 “يتحتم على كل من يغادر النهضة أن يعيد لها أموالها”. وبات ﻣﻦ الضروري حسب محتوى العريضة، ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ مستقلة ومتعددة الأطراف تكون وظيفتها التدقيق في الثروات المشبوهة لمحترفي العمل السياسي، معتبرة أنه “آن الأوان لطرح سؤال من اين لك هذا على جميع المتمعشين من العمل السياسي”. وبالإضافة إلى الغنوشي، شملت مطالب التدقيق أيضا شخصيات أخرى من الحركة من أمثال نورالدين البحيري ومحمد بن سالم وﻧﺠﻞ ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ وﺑﻨﺎﺗﻪ واصهاره كما شملت المطالبات أسماء من خارج ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ حمادي الجبالي وسفيان طوبال والإخوة الدايمي وورثة الرئيس الراحل ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ قائد ﺍﻟﺴﺒﺴﻲ وغيرهم. في سياق آخر، تجندت ميليشيات إلكترونية تابعة لحركة النهضة والتي يطلق عليها في تونس تسمية الذباب الأزرق للدفاع عن الحركة وزعيمها. وادعت بعض الصفحات الممولة التابعة للنهضة على موقع فيسبوك أن ثروة الغنوشي متأتية من بيع كتبه وهو ما أثار سخرية بالغة. ويؤدي فيسبوك دورا كبيرا في صناعة الرأي العام التونسي، فضلا عن دوره في تحريك الشارع، قبل أن تحوّله ميليشيات الأحزاب الإلكترونية إلى ساحة لخوض معارك افتراضية لا تنتهي، لإلهاء التونسيين الذين تركوا ساحة المعركة الحقيقية بلا منافس. ولحركة النهضة المئات من الصفحات على الموقع. وكشفت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة “اتصالات”، أن عدد التونسيين الذين يستعملون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يبلغ 7.6 مليون شخص. ويمثل الشباب الذين أعمارهم أقل من 35 سنة، 59 في المئة من جملة مستعملي الإنترنت.
مشاركة :