يقول الروائي والصحفي المصري احمد خالد أبدأ يومي بقراءة عدة فصول من كتب عدة على ان يكون من بينها رواية، مضيفا منذ أكثر من عام وأنا أعيد قراءة أعمال الروائي الكبير نجيب محفوظ، والمدهش أن اعماله مازالت حية حتى الان، والاكثر دهشة من ذلك حينما تقرأ له رواية زقاق المدق التي كتبها في العشرينات او الثلاثينات، تجد أن ما كتبه ماثلا امامك في حركة الناس وفي مواقفك معهم وكأنه يكتب حياتك، وبما ان ضيفنا اليوم صحفي وشاعر وروائي ورئيس تحرير موقع الحضارات الذي يصدر عن مؤسسة الاهرام، فهو يؤكد ان الصحافة اضافت له شعريا وروائيا قائلا: الصحافة تدفعك للالتحام بالحياة إلى ان تتبع تفاصيلها وخباياها خاصة حياة الناس العاديين، وهذا ما يثري تجربة المرء كما أن ثراء التجارب مع الاخرين لابد وأن يتحول إلى مدد شعري او روائي. * ماالكتاب الذي أحدث تأثيراً فيك بعد قراءته؟ - آخر كتاب أقرأه، دائما ما يكون له تأثير شأنه شأن كل كتاب، فالكتب مثل الحياة، يؤثر فيك ما تعيشه في لحظتك، وما اللحظة الآنية، إلا استمرار لماض، بل لكل الماضي، وبداية تدفق المستقبل، لكنني وبشكل خاص متأثر جدا بكتاب "الأمير الصغير" للرائع سانت إكسبروي.. هذا الكتاب يعيد تشكيل كل ما هو بدهي، ويجعلنا نبدأ التفكير بعمق في ما استقر في أعماقنا ذهنيا ومعرفيا ونفسيا بل وأخلاقيا.. إضافة إلى نقده الفطري الخلاق لبديهيات الحياة، أحيانا مع هذا الكتاب تشعر أنك عشت حياتك خطأ وأن عليك أن تعيش من جديد. * ما نوع التأثير وهل أنت مقتنع به، ما مدى استمراره؟ - تأثير هذا الكتاب الذي قرأته في الصغر، ما زال مستمرا حتى الآن، ورغم بساطة الكتاب، إلا أن عمقه، شكل عندي عقلية نقدية، فلا مسلّمات، ولا تقديس لأى فكر إنساني، لكن العقلية النقدية لا تعنى تسفيه أو تسطيح الآخرين، بل تعني احترام الفكر الإنساني، فالأمير الصغير ما هو إلا فكر إنساني ينتقد برقة الفكر الإنساني كما أوكد ان تأثيره مستمر وحي ونابض وسوف يستمر تأثيره عليّ. * هل ترى أن القراءة محرك أو دافع للتغيير في وقتنا الحاضر؟ - لابد أن تكون المعرفة محركا ودافعا للتغيير.. المعرفة هي التي غيرت التاريخ والمصائر.. لكن ذلك يعني ان المعرفة تغير عند من يعرفون أو يريدون أن يعرفوا.. أما من لا علاقة له بالمعرفة.. فكيف سيتحرك وكيف سيغير.. خليه في جهله مستريحا.