أشارت التقارير وتحليلات الباحثين حتى الآن أن فيروس كورونا ربما نشأ في سوق للمأكولات البحرية في ووهان، لكن هذا السيناريو غير مؤكد حتى الآن وربما لم يكن صحيحا. إذ فجر أحد الباحثين في جامعة كامبريدج مفاجأة قوية بأن منشأ فيروس كورونا ربما لم يكن في مدينة ووهان الصينية كما هو معروف حتى الآن بأنها مركز انتشار الوباء. ويشير الباحث في علم الوراثة بيتر فورستر في بحث نشر في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية (PNAS) أن هناك أدلة على أن الفيروس نشأ في خارج ووهان. وإذا ثبتت نظرية فورستر فإنها ستضع حدا للنظرية التي تروج بأن فيروس كورونا المستجد صنع أو تسرب من مختبر حكومي صيني في ووهان. وفورستر مخترع مشارك لخوارزميات التطور الوراثي، والتي أصبحت منذ التسعينيات برنامجا يقوم بالتنقيب عن المعلومات من خلال قواعد البيانات الوراثية السلالية. وقام فورستر وفريقه بتطبيق البرنامج على 44 عينة جينوم لفيروس كورونا تم جمعها من أولى الحالات التي تم الإبلاغ عن إصابتها بالمرض في الفترة ما بين 24 ديسمبر وحتى 17 يناير. عند بحث العينات، وجد فورستر ثلاث سلالات رئيسية من الفيروس صنفها بأنها A و B و C. وعرف البحث السلالة A بأنها هي المتغير الأساس أو أصل الفيروس لأنها النسخة الأكثر تشابها مع نوع (سارس-كوف-2) وهو الاسم العلمي للفيروس المكتشف في الخفافيش، التي يعتقد العلماء أن الفيروس تطور فيها أولا ومن ثم نقلته إلى الإنسان مباشرة أو عن طريق استضافة حيوانات أخرى للفيروس. أما السلالتين B وC فهما نسختان متطورتان من الأصل A. لكن فورستر وفريقه اكتشفوا أن السلالة A لم تكن من النوع الغالب أو السائد في مدينة ووهان. فمن بين 23 عينة من ووهان حللها الفريق العلمي، كانت ثلاث عينات فقط من النوع A والباقي من النوع B، ومن بين تسعة عينات من الجينوم حضرت من غوانغدونغ على بعد نحو 600 ميلا جنوب ووهان، كانت خمس عينات من النوع A. وعند سؤال فورستر في تصريحات نقلها موقع "يو أس أيه توداي" إن كان بحثه يبطل التكهنات بأن فيروس كورونا بدأ من مدينة ووهان الصينية، قال "الأمر ليس أبيض أو أسود، كل ما أستطيع قوله أنه لا يبدو لي أن ووهان هي المرشحة الأولى لأن الجينوم الأصلي للفيروس كان متواجدا في أماكن أخرى أيضا"، مطالبا العلماء بعدم الاقتصار على ووهان عند البحث عن أصل الفيروس. ويكشف البحث أن السلالة الأساسية للفيروس A تلاشت مع الوقت وأصبحت السلالة المتطورة عنها B هي السائدة بشكل كبير والأكثر عدوى وسرعة في الانتشار أيضا في حين تتواجد السلالة C بشكل رئيسي في سنغافروة وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ ومناطق متناثرة في أوروبا. Dr. Peter Forster of the University of Cambridge. He and his colleagues have divided Covid-19 in 3 different genetic lines.A; "YANKUSSIE LINE." B; "WUHAN LINE." C; "ITALIAN LINE." pic.twitter.com/SvFmuk5hZX— Mats ☮ Nilsson (@mazzenilsson) April 21, 2020 يبدو أن هذا الاكتشاف متماشيا مع الأبحاث التي أجريت الأسبوع الماضي من مختبر لوس ألاموس الوطني، والتي وجدت أن السلالة السائدة حاليا لفيروس التاجية تبدو معدية أكثر من سلالات أخرى. ويشير بحث فورستر إلى أنه بنسبة 95 في المئة بدأ أصل الفيروس في الانتشار منذ 13 سبتمبر 2019 أي أنه ربما كان متداولا بين البشر والحيوانات قبل الإبلاغ عن أول حالة في أول ديسمبر العام الماضي. وكشفت صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية الأسبوع الجاري عن أدلة جديدة تثبت أن الصين كانت على علم بظهور فيروس كورونا المستجد منذ شهر سبتمبر الماضي، وخططت للتعامل معه وأخفت ذلك عن العالم.صحيفة تتحدث عن 3 أدلة جديدة.. الصين علمت بشأن كورونا في سبتمبر الماضيكشفت صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية عن أدلة جديدة تثبت أن الصين كانت على علم بظهور فيروس كورونا المستجد منذ شهر سبتمبر الماضي، وخططت للتعامل معه وأخفت ذلك عن العالم. من شأن هذا البحث أن يحير العلماء أكثر حول منشأ الفيروس وحول موعد أول إصابة بالفيروس، خاصة بعد تقرير عن ظهور حالة كوفيد-19 في فرنسا في ديسمبر. وتوصل مستشفى في فرنسا أعاد فحص عينات لمرضى الالتهاب الرئوي إلى أنه عالج رجلا كان مصابا بمرض كوفيد-19 في 27 ديسمبر قبل نحو شهر من تأكيد الحكومة الفرنسية ظهور أول حالة. وأبلغت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية بظهور الفيروس لأول مرة يوم 31 ديسمبر ولم يكن يعتقد أنه ظهر في أوروبا حتى يناير الماضي. وبعد ظهور التقارير الفرنسية، حثت منظمة الصحة العالمية حثت منظمة الصحة العالمية في الخامس من مايو الجاري دول العالم بالتحقق من احتمالية ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد في وقت يسبق مما تم الإعلان عنه. وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "هذا الأمر قد يتطلب بعثات أو بعثة أخرى (للصين) ونحن نتطلع لذلك". ومثل هذه الأبحاث حول شجرة وتسلسل جينوم الفيروس مهمة للغاية لأن معرفة أصل الفيروس يجعلنا نعمل على إيقاف مسببات مثل هذه الأمراض في المستقبل. لكن سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف، أعلن الأربعاء الماضي أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي بشأن مصدر فيروس كورونا المستجد. وتزايدت في الآونة الأخيرة اتهامات العديد من الدول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وأستراليا وغيرها، لبكين بعدم الشفافية إزاء الفيروس وكذلك المطالبات بإجراء تحقيق حول ظهور الوباء. وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 4.2 مليون إنسان على وجه الأرض حتى الآن وأدى إلى وفاة أكثر من 290 ألفا.
مشاركة :