حذر الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من أن المؤتمر الذي دعت إيطاليا لعقده بالفيديو، حول الأزمة الليبية، كاستكمال لمؤتمر برلين الذي عقد مطلع العام الحالي حول الأزمة ذاتها، لن يفيد في إيجاد حلول، وإنما يمكن أن يؤدي إلى إضاعة المزيد من الوقت بما يصب في صالح تركيا.وأوضح بدر الدين في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن إيطاليا أعلنت عقد مؤتمر جديد حول ليبيا، لكن دون أي تنسيق حول أهدافه، الأمر الذي يعزز المخاوف من أن يكون مجرد محاولة لإهدار مزيد من الوقت. وقال: "فجأة ودون مقدمات تذكر، أعلنت إيطاليا عقد مؤتمر جديد عبر تقنية الفيديو الأربعاء، لاستكمال ما بدأه مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، وهي الدعوة التي يغيب عنها الإعداد الجيد، في ظل اكتفاء روما بترديد عبارات استهلاكية، من قبيل أن الملف الليبي يمثل أولوية كبرى لها، فيما لم تقدم أي حلول موضوعية".ولفت بدر الدين إلى أن حديث رئيس مجلس النواب الإيطالي، روبرتو فيكو، حول الأزمة الليبية وتأكيده أن بلاده تسعى لتمهيد أرضية للسلام في ليبيا، ودعوته إلى وقف إطلاق النار، والالتزام بمخرجات مؤتمر برلين، وضرورة التعاون والحوار لاستعادة الاستقرار في حوض البحر المتوسط، كلها كلمات لا فائدة منها طالما لم تتجاوز حدود الكلام.وأضاف بدر الدين: "ما يردده رئيس البرلمان الإيطالي، هو ما يردده العالم كله منذ انعقاد مؤتمر برلين وحتى الآن، وهو ما يبقي التساؤل قائما حول لماذا لم يتم تنفيذ هذه النداءات والوعود حتى الآن؟وتابع: "تاريخ إيطاليا فيما يتعلق بالأزمة الليبية، التي تفجرت قبل تسع سنوات على وقع جرائم حلف الناتو ضد ليبيا، تضع المراقبين في حيرة عند تقييم أهداف روما من وراء تحركاتها في ليبيا، لكن الجميع يتفقون على أن الإيطاليين لا يعرفون على وجه التحديد ماذا يريدون أكثر من مجرد البقاء داخل دائرة الضوء، ولو بإهدار المزيد من الوقت في فعاليات لا طائل من ورائها".وطالب بدر الدين باتخاذ قرارات حاسمة وتنفيذها دون الحاجة لمزيد من إهدار الوقت، الذي يمكن تركيا من تنفيذ مخططها الساعي لبناء مستعمرة لإرهابيي داعش على الأراضي الليبية.
مشاركة :