حدد البروفيسور طارق الحبيب نقطة الانطلاقة والخطوة الأولى نحو الألف ميل في عالم التطوع، مؤكداً في سلسلة حديثه اليومي بعنوانه الكبير “التطوع، أن الميول هي خارطة الطريق، وهي ما يحدد نسبة العطاء ومدى الاستمرار. وقال “الجبيب”: كيف أبدأ التطوع؟! من أين تكون البداية؟! ومتى تكون البداية؟! بعض الناس يحاكي غيره من الشباب والزملاء وكذلك بعض الفتيات تفعل. يجب في التطوع أن تحاكي احتياجاتك، وأن تحاكي قيمك، وأن تحاكي مبادئك. كلما حاكى الإنسان نفسه في التطوع، واتبع مبادئه وقيمه، كان عمره في التطوع أطول، لكن كلما لبس جلباب غيره ممن يعشقون التطوع بطريقة معينة.. وفي مكان معين.. كلما كان عمره التطوعي أقصر لأن ذلك الأكسجين ليس أكسجينه، وتلك الأنفاس ليست أنفاسه، إذاً في العمل التطوعي يجب عليك أن تحدد أهدافك من التطوع، وأن تحدد ميولك وأن تحدد مواهبك، ثم بعد أن تتصور نفسك تصوراً كاملاً تتجه للنظر إلى المؤسسات التطوعية المختلفة، هناك مؤسسات تُعنى بشؤون الزواج، وهناك من تُعنى بشؤون الفقراء، وهناك من تُعنى بتأهيل الناس لبعض المهن، وغيرها. ما هو ميولي؟ ميولي.. السعادة في الحياة الزوجية كيف أبثها في وطني وفي أمتي وغيرها، فيكون التطوع في الشؤون الزوجية هو الأنسب، وربما سعادتي حينما أرى دمعة في عين صغير حينما أعطيه بعضا من الصدقات والنفقات فتجف تلك الدمعة أو ربما تنقلب إلى دمعة فرح. إذاً، فبدايتي في التطوع يجب أن تتحرك من قيمي.. ومن مفاهيمي.. ومن مبادئي.. مما أعشقه.. ولذلك في نظري لو كان هناك برامج تهتم بإعداد المتطوع: كيف نعد الإنسان المتطوع من خلال استكشاف ميوله ورغباته، ومن خلال ذلك نختار البرنامج التطوعي أو الجانب التطوعي الذي يوجَّه ذلك الشاب أو تلك الفتاة إليه. إذاً فبداية التطوع تكون متنوعة مختلفة، وليس بالضرورة تستغرق من وقتي الكثير حتى أشعر بقيمة العمل التطوعي.. حتى ولو كان تطوعي دقائق فقط في الأسبوع فقد تكون تلك الدقائق لا شيء عندك لكنها عند الله كبيرة، ربما لا شيء عندك؛ لأنك قلق الشخصية مثالي المطالب، لكنها كبيرة في المجتمع، وربما هي لا شيء عندك، ولكنها مع الزمن تصبح ساعات وأياماً وترى أثرها في نفسك.. احذر أيها الشاب أو الفتاة يا من تعاني من طريقة خاطئة في التفكير أو من سمات شخصية معيقة لك ولم تعرفها.. أن تكون عائقاً في طريقك في العمل التطوعي. قم بإعداد نفسك جيداً في البداية حتى تحلق عالياً في سماء التطوع ولا يصيبك الملل فتخسر العمل التطوعي وتخسر بذلك باباً للخير في الدنيا وأبواباً كثيرة في الآخرة.
مشاركة :