القاهرة: «الخليج» توفي أمس الأربعاء، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية التونسي الشاذلي القليبي عن عمر ناهز 95 عاماً. وأعلنت وزارة الثقافة التونسية في بيان: «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة الشاذلي القليبي أحد رموز الثقافة التونسية، بعد مسيرة عقود من العطاء للساحة الثقافية والفكرية في تونس والعالم».ونعى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، القليبي، ووجه بتنكيس علم الجامعة العربية، حداداً على رحيله. وتوجه أبو الغيط في بيان، بالعزاء لأسرة الفقيد وللشعب التونسي، مؤكداً أن الأمة العربية فقدت سياسياً عروبياً مخلصاً، مارس دوراً مهماً في مرحلة استثنائية من تاريخ الجامعة العربية المعاصر، فضلًا عن اضطلاعه بمهام سياسية كبيرة في بلده تونس.وقال أبو الغيط: «إن القليبي تمكن من الحفاظ على استمرارية عمل الجامعة، في ظل الظروف الصعبة التي واجهت العمل العربي المشترك في فترة توليه المسؤولية، خلال عقد الثمانينيات، وهو ما عزز القدرة المؤسسية الكبيرة للجامعة العربية، على البقاء والتكيف مع الأزمات، والاستمرار في خدمة الأمة، مهما كانت الظروف. وتولى القليبي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلفاً للمصري محمود رياض في 1979. وفي بيان: «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة السيد الشاذلي القليبي أحد رموز الثقافة التونسية، بعد مسيرة عقود من العطاء للساحة الثقافية والفكرية في تونس والعالم».وجرى العرف على أن يكون الأمين العام للجامعة من دولة المقر التي كان كل الأمناء منها منذ تأسيسها عام 1945 باستثناء مرة واحدة فقط تولى فيها القليبي هذا المنصب عقب نقل مقر هذه المنظمة الإقليمية إلى تونس إثر توقيع مصر اتفاقيات كامب ديفيد مع «إسرائيل» في عام 1978. وقدم القليبي استقالته في 1990 ولم يذكر أسبابها آنذاك، وتزامنت مع الغزو العراقي للكويت. ومنحه أول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة في فترة السبعينات منصب رئيس الديوان الرئاسي، ثم أصبح وزيراً للإعلام والثقافة.وهو مؤسس وزارة الشؤون الثقافية في عام 1961، وشغل عدداً من المناصب في الدولة التونسية وفي العالم العربي، بينها توليه إدارة الإذاعة والتلفزة التونسية.وألف القليبي كتباً ومقالات منها «العرب أمام قضية فلسطين»، و«من قضايا الدين والعصر»، و«أمة تواجه عصراً جديداً»، و«الشرق والغرب: السلام العنيف اليوم وغداً». وكتب كثيراً عن علاقته ببورقيبة في مؤلف صدر له عام 2018 «أضواء من فترة حكم الحبيب بورقيبة».وشرع في نهاية الستينات في تجربة التدريس الجامعي، وهو حاصل على شهادة جامعية في اختصاصات اللغة والآداب العربية من جامعة السوربون، وكان عضواً منذ عام 1970 في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
مشاركة :