تراجعت الأسهم العالمية أمس، بسبب مخاوف من موجة ثانية من الإصابات بمرض «كوفيد 19»، إضافة إلى تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء، من أن أضرار «كوفيد 19» على الاقتصاد الأمريكي قد تكون «طويلة الأمد»، موضحاً أن خطط المساعدة العاجلة في هذا الإطار «مكلفة» بالتأكيد، لكن لا مفر منها لتفادي ركود كبير، وتبديده التكهنات بشأن أسعار فائدة أقل من الصفر. قال جيروم باول في خطاب: «قد يكون دعم إضافي للموازنة مكلفاً، لكنه يستحق العناء إذا سمح بتفادي أضرار اقتصادية على الأجل الطويل وأتاح لنا تحقيق انتعاش أقوى». وشدد على أن «النهوض قد يستلزم وقتاً قبل أن تتسارع وتيرته»، مرجحاً أن تكون هناك حاجة إلى مساعدات إضافية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.وجاءت تصريحات باول في الوقت الذي تبدأ فيه عدة ولايات أمريكية بإعادة فتح اقتصاداتها، مما يثير القلق بشأن احتمال حدوث موجة ثانية من حالات كورونا، وكشفت بيانات اقتصادية انخفاض أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بأكبر وتيرة في 11 عاماً خلال الشهر الماضي.وفي بورصة نيويورك، هبط مؤشر «داو جونز» الصناعي أمس الأربعاء 0.9%، ونزل «إس إند بي» 0.74%، كما فقد «ناسداك» 0.32%. وأوضح باول أن «حجم الركود وسرعته غير مسبوقين» في التاريخ المعاصر «في أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية».وأعلن أن المكاسب التي تم تحقيقها في قطاع التوظيف في العقد الماضي تبخرت، وفي أقل من شهرين خسرت البلاد أكثر من 20 مليون وظيفة.وأشار باول إلى دراسة للاحتياطي الفيدرالي تنشر الخميس، وتُظهر أن بين الأشخاص الذين كانت لديهم وظيفة في فبراير/شباط قبل تفشي الوباء «نحو 40% من الأسر التي يجني معيلها أقل من 40 ألف دولار سنوياً، خسروا وظائفهم في مارس/آذار»، وتابع أن حياة هؤلاء الأفراد تغيرت فجأة وآفاقهم المستقبلية غامضة.وكانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت قد انخفضت نحو 2% الثلاثاء، في أعقاب تحذير الطبيب أنتوني فاوتشي كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من أن التحرك لفتح الاقتصاد قبل الأوان قد يقود لموجة ثانية من الإصابات وانتكاس التعافي الاقتصادي.ويوازن المستثمرون بين احتمالات موجة ثانية من الإصابات بالفيروس، وبين آمال بأن تخفيف قيود العزل العام قد يثير تعافياً في الاقتصاد الأمريكي الذي تضرر بشدة من تفشي الفيروس، والثلاثاء، أنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 457.21 نقطة، أو 1.89%، إلى 23764.78 نقطة، بينما هبط المؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقاً 60.20 نقطة، أو 2.05%، ليغلق عند 2870.12 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 179.24 نقطة، أو 1.95%، إلى 9013.11 نقطة.وفي آسيا، ارتفعت الأسهم في البر الرئيسي الصيني مع ارتفاع مؤشر شانجهاي 0.22% إلى 2898.05 نقطة، ومؤشر شنتشن 0.669% إلى 1822.85 نقطة، وكان مؤشر هانج سنج في هونج كونج ثابتاً إلى حد كبير وأغلق على تراجع 0.18%.وتراجعت أسهم اليابان أكثر من أعلى مستوى في شهرين الأربعاء، حيث نالت بعض المبيعات لجني الأرباح من السوق. ونزل المؤشر نيكاي القياسي 0.5% إلى 20267.05 نقطة، وقادت القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية الانخفاض.وقال متعاملون إن تنفيذ بعض الصفقات لجني الأرباح كان أمراً حتمياً آجلاً أو لاحقاً، بسبب ارتفاع الأسهم في الآونة الأخيرة. ويوم الاثنين صعد المؤشران نيكاي وتوبكس إلى أعلى مستوياتهما منذ السادس من مارس/آذار.وعوض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً معظم الخسائر المبكرة لينهي الجلسة عند 1474.69 نقطة، منخفضاً 0.1% فقط.وأنهى نحو ثلثي القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو (وعددها 33) التعاملات على هبوط.ونزل سهم تويوتا موتور، أكبر شركة صناعة سيارات في اليابان من حيث القيمة السوقية، 2.2% في أعقاب تحذيرها من أن أرباح التشغيل ستهبط بنحو 80% في السنة المالية الحالية حتى مارس/آذار 2021.وانخفضت الأسهم الأوروبية الأربعاء؛ وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1%، مع هبوط البنوك بعد سلسلة من الإعلانات السلبية.ونزلت أسهم كومرتس بنك الألماني 3.2%، وخسر سهم «إيه بي إن أمرو» الهولندي 5.3%، بعد أن تحول إلى الخسارة في الربع الأول مع تسبب جائحة فيروس كورونا في رفع مخصصات خسائر القروض. ونزل سهم دويتشه بنك 4.4%. المحكمة العليا منقسمة بشأن بيانات ترامب المالية بدت المحكمة العليا للولايات المتحدة منقسمة بين العديد من المبادئ الرئيسية أول أمس الثلاثاء، وبين قضاتها كذلك، أثناء دراسة الملف الأكثر تسييساً في العام، مرتبط بالسجلات المالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومفهومه الفضفاض عن الحصانة الرئاسية. ويرفض ترامب، كشف بياناته الضريبية التي طالبت بها اللجان البرلمانية ومدعي نيويورك، بحجة أنه محمي بموجب الحصانة الرئاسية. وقالت القاضية التقدمية إيلينا كاغان إن «أحد المبادئ الأساسية في دستورنا هو أن الرئيس ليس فوق القانون». لكن القاضي المحافظ جون روبرتس أقر خلال جلسة الاستماع التي نقلت على الهواء مباشرة، بأنه في الوقت نفسه «نحن قلقون بشأن المخاطر المحتملة لمضايقة» الرئيس الأمريكي. (أ ف ب)
مشاركة :