أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي، أهمية توفير أمن بيئي حقيقي، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي. وقال سموه في كلمة تصدرت التقرير السنوي للهيئة: «ونحن نقف اليوم على بُعد 25 عاماً من انطلاق مسيرتنا في العمل البيئي، على خطى المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أعتاب انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها، استعداداً لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية بدولة الإمارات، نؤكد على أن أهدافنا ومساعينا لا تزال تُعبّر عن التحدي المحلي والعالمي المتعلق بتوفير أمن بيئي حقيقي، وتعزيز الجهود المبذولة لحماية البيئة والتنوع البيولوجي النابعة من حرص دولة الإمارات على حماية البيئة، والحفاظ على المكتسبات الحضارية التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية، والتزاماً منها بتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». وأصدرت هيئة البيئة في أبوظبي أمس، تقريرها السنوي إلكترونياً بشكل كلي ليكون بديلاً للنسخة المطبوعة وذلك لضمان سهولة مشاركته مع شركائها والمتعاملين معها في ظل الإجراءات الاحترازية الجديدة التي اتخذتها دولة الإمارات لمجابهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وليؤكد مرة أخرى على التزام الهيئة باعتماد التقنيات الحديثة والحلول التكنولوجية المتاحة لحماية البيئة والصحة العامة. ويتضمن التقرير، الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية، إنجازات الهيئة في مجالات عملها الرئيسة ضمن جهودها لحماية وتعزيز جودة الهواء، والمياه الجوفية، وجودة المياه البحرية، والتربة، والتنوع البيولوجي، والعمل من أجل مستقبل مستدام في إمارة أبوظبي. وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة: كان العام 2019 زاخراً بالإنجـازات والنجاحات التي حققتها الهيئة برؤية قيادتها الرشيدة وجهود موظفيها، وسنواصل العمل العام الجاري لتنفيذ رؤية حكومتنا الرشيدة لتحقيق التوزان بين النمو الاقتصادي والاجتماعي وحماية البيئة، بما يضمن استدامة مواردنا الطبيعية واستمرارية الحياة الآمنة للأجيال القادمة». وأضافت الظاهري: «إن ما حققناه من إنجازات لم يكن ليتحقق لولا الدعم غير المحدود لخططنا وبرامجنا من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة، ومختلف الجهات المعنية شركاء الهيئة في الإمارة وفي مختلف أنحاء الدولة». يذكر أن الهيئة احتفلت العام الماضي بالذكرى الـ 25 لانطلاق مسيرتها التي شهدت تحسناً ملحوظاً في العديد من المجالات البيئية؛ وأسهمت جهودها في وصول أعداد المها العربي بإمارة أبوظبي إلى 5,000 مها، لتشكل بذلك أكبر مجموعة من هذا النوع في العالم، فضلاً عن زيادة مساحات المحميات التي تديرها ضمن «شبكة زايد للمحميات الطبيعية»، والتي تضم 19 محمية برية وبحرية تغطي نحو 31% من مساحة الإمارة، وتسهم في حماية الموائل والأنواع المهمة والمهددة بالانقراض التي تدعمها. كما أدت جهود الهيئة إلى زيادة أعداد أبقار البحر في مياه أبوظبي لتصل في عام 2019 إلى أكثر من 3 آلاف بقرة، والتي تعتبر الأعلى كثافة على مستوى العالم. كذلك استمرت جهودها بمراقبة السلاحف البحرية التي قدرت بنحو 5,750 سلحفاة بحرية تعيش في مياه أبوظبي خلال فصل الشتاء، ونحو 6,900 سلحفاة في موسم الصيف. فضلاً عن تأمين الحماية للدلافين التي تعيش في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي بما فيها دولفين المحيط الهندي الأحدب، الذي تضم مياه أبوظبي العدد الأكبر منه في العالم، حيث سجلت الهيئة خلال عام 2019 ما يزيد على 90 دولفيناً، بالإضافة إلى 37 من خنازير البحر المهددة بالانقراض، والمعروفة محلياً باسم «فيمة»، وحوالي 268 دولفينا قاروري الأنف. وواصلت الهيئة العمل في عام 2019 لتنفيذ برنامج المصايد السمكية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أطلقته بالشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة لحماية الثروة السمكية وأنواع الأسماك التجارية الرئيسة، وضمان صيدها على نحو مستدام، حيث تم الانتهاء من تنفيذ مسح شامل لتقييم الموارد السمكية. كما قامت الهيئة بقيادة مبادرة على مستوى الإمارة لتطوير قطاع الاستزراع السمكي المستدام في إمارة أبوظبي أثمرت عن إطلاق سياسة الاستزراع المستدام. وفي عام 2019، أكملت الهيئة أكثر من 2,000 دراسة لتقييم الأثر البيئي، إضافة إلى إجراء 4,800 عملية تفتيش لضمان الامتثال البيئي، كما أصدرت فرق عمل الهيئة أكثر من 2,500 ترخيص بيئي لمشاريع ومنشآت صناعية وتجارية وتنموية. كما بدأت الهيئة خلال عام 2019 بإعادة توطين المزيد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس (البقر الوحشي) وغزال الداما، المدرجين ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
مشاركة :