أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن “بوابات التعقيم” باستخدام المطهرات الكيميائية والأشعة فوق البنفسجية التي توضع على مداخل الأماكن العامة، كالمجمعات التجارية والمطارات وغيرها، لم يتوافر القدر الكافي من المعلومات حول فاعليتها في الحد من انتشار العدوى من فيروس كورونا المستجد (COVID-19) ومأمونيتها للاستخدام على هذا النطاق؛ وذلك نظرًا لحداثة التجربة. وأكدت الهيئة أنه صدر مؤخرًا بيان من “منظمة الصحة العالمية”، يشير فيه إلى بعض المحاذير التي تصحب استخدام “بوابات التعقيم”، ويطرح تساؤلات حول قدرتها على منع انتشار العدوى بهذا الفيروس. وتحتوي هذه البوابات على أجهزة تقيس درجة حرارة الشخص الذي يعبر من خلالها؛ إذ تعطي تنبيهًا في حال ارتفاع درجة حرارته على المستوى الطبيعي، كما تقوم بتسليط أشعة فوق بنفسجية، أو رش رذاذ يحتوي على مادة كيميائية مطهرة، على الشخص من الاتجاهات كافة لفترة محددة. وتسوِّق الجهات المنتجة هذه البوابات على أنها قادرة على تحديد الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالعدوى، وتعقيم الأفراد الذين يمرون من خلالها قبل اختلاطهم داخل المكان العام. وأشارت “الغذاء والدواء” إلى أن الجهات الرقابية العالمية المعنية بمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا توصي باستخدام أنواع معينة من المطهرات الكيميائية، تُعرف بأن لها قدرة على القضاء على معظم أنواع البكتيريا والفيروسات، بعضها مخصص للاستخدام على الأسطح الصلبة مثل هيبوكلورات الصوديوم وبيروكسايد الهيدروجين وغيرهما، وبعضها يمكن استخدامه بتراكيز محددة وبنقاوة معينة على جسم الإنسان، مثل المعقمات الكحولية كالإيثانول وأيزوبروبانول. ولأن البوابات المشار إليها تستخدم أنواعًا مختلفة من المطهرات الكيميائية، مثل بيروكسايد الهيدروجين وغاز الأوزون ومركبات الأمونيوم وغيرها، فإن استخدامها حسب الطريقة المشار إليها في بوابات التعقيم يحمل العديد من المخاطر؛ إذ إن هذه المطهرات في معظمها مصممة لتطهير الأسطح، وليس للاستخدام على جسم الإنسان. كما أن رشها بشكل عشوائي، ومن الاتجاهات كافة، قد يؤدي إلى استنشاقها أو وصولها إلى أجزاء غير مرغوبة من الجسم؛ وبالتالي التسبب في أضرار مختلفة. وتزداد الخطورة في حال تعريض كبار السن أو الأطفال أو الحوامل أو المصابين بأمراض الجهاز التنفسي لهذه المواد. وبالنسبة للأشعة فوق البنفسجية (UVC) المستخدمة في هذه البوابات فإنه ثبت قدرتها على تدمير العديد من أنواع الفيروسات، لكن لا توجد حتى الآن دراسات كافية تثبت أنها قد تدمر الفيروسات التاجية الجديدة (COVID-19). ولخطورة ضوء الأشعة فوق البنفسجية، وضررها على الإنسان، فإنه يوصَى بأن يقتصر استخدامها على تطهير الأسطح الخارجية. وكما هو الحال في استخدام بوابات التطهير المزودة بمطهرات كيميائية، فإن فاعلية استخدام البوابات المزودة بهذه الأشعة غير مثبتة نظرًا إلى أنه لا يمكنها تطهير غير الأسطح المباشرة؛ وعليه فإن المناطق المظللة، أو تلك بين طيات الملابس أو تحتها، لن يتم تطهيرها، وكذلك المغطاة بالغبار، إضافة إلى أنه لا يمكن تقدير وقت التعرض والجرعة المناسبَيْن للتطهير لاختلاف أنواع ومكونات أنسجة الملابس والأسطح الخارجية.
مشاركة :