بدأت الفكرة بدعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي سرعان ما لاقت ترحيبا واسعا من رموز تنتمي لجميع الديانات السماوية، وقادة دول وشخصيات عامة، والهدف هو تخصيص يوم للتضرع إلى الله.وكانت البداية الحقيقية مع إطلاق “اللجنةُ العليا للأخوة الإنسانية” نداءً عالميًّا إلى جميع الناس، على اختلاف ألسنتِهم وألوانهم ومعتقداتهم، أن يتوجَّهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير، كل فرد في مكانه، وحسب دينه ومعتقده، من أجل أن يرفعَ الله وباء كورونا.بدأت تلك الدعوات في الظهور بشكل واسع مع حلول شهر مايو، وعبر كل من شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان عن دعمهما ومشاركتهما ذلك الحدث الضخم. البداية الحقيقية بدأ الحديث عن التضرع واللجوء إلى الله بالصلاة والدعاء لرفع وباء كورونا في مارس/أذار الماضي، بعدما ظهر انتشار الفيروس بشكل سريع، وعدم استطاعة الدول التي تمتلك منظومات صحية قوية من الوقوف والتصدي له، حيث فتك بكل تلك الإمكانيات، واضعا دول العالم من الغرب إلى الشرق أمام حقيقة واحدة ” البشرية أمام خطر كبير والمراكز البحثية غير مستعدة لمواجهة الفيروس بعد”.تلك النتائج التي تؤكد أنه لا زال هناك من الوقت الكثير للوصول إلى نتيجة علمية فعالة لإنتاج لقاح قادر على التخلص من الوباء بكافة سلالاته التي وصلت إلى الرقم 8، ومن الممكن أن تزيد مع مرور الوقت.دفع ذلك الأمر المؤمنون حول العالم، ومن كافة الديانات، إلى التوحد والوقوف بجانب بعضهم البعض للصلاة والدعاء، اليوم الخميس، على أمل أن يحرر الله البشرية من ذلك الخطر الذي خطف أرواح عشرات الألوف من الناس، وأصاب الملايين بعد أشهر قليلة من بداية ظهوره.وثيقة تاريخية ما يقرب من عام ونصف من المناقشات بين شيخ الازهر وبابا الفاتيكان خلصت في نهاية المطاف إلى وثيقة مهمة، كانت النواة التي ساهمت في أن تلقى مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية ذلك الانتشار الكبير. حملت الوثيقة التي وقع عليها الطرفان منذ عدة أشهر اسم “الأخوة الإنسانية”، والتى تعد بمثابة الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية. والوثيقة هى نتاج عمل مشترك وحوار متواصل بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر. كلمات من ذهب «فلتتذكروا أنه في 14 مايو، سوف يتحد جميع المؤمنين معًا، مؤمنين ذوي ديانات مختلفة، للصلاة والصوم والقيام بأعمال خيرية» كانت تلك الكلمات التي أطلقها البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بمثابة بداية حقيقية للفعالية التي تستهدف الإنسانية حول العالم، والتي تقاطعت من الكلمة الداعمة للحدث من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي قال “أدعو الجميع إلى المشاركة فى هذا النداء، والتضرع بصدق إلى الله ليرفع هذا البلاء عن البشر، وأن يوفق الأطباء والعلماء فى جهودهم للوصول إلى دواء ينهى هذه الجائحة”. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> ويهدف نداء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الذي باركه ودعمه الرمزان الدينيان، وهما الأبرز في العالم، إلى حفظ الإنسانية والتضرع لله برفع البلاء عن البشرية، وستتوحد الصلوات والخشوع لله في وقت واحد. وأطلقت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في بداية الشهر الجاري مؤتمرا صحفيا “عن بعد” للإعلان عن تفاصيل المبادرة الإنسانية تحت عنوان “صلاة من أجل الإنسانية”، حيث دعت شعوب العالم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير فى ذلك اليوم، كل فرد في مكانه، من أجل أن يرفع الله وباء كورونا عن البشرية. دعم كبير وأعلن مجلس كنائس الشرق الأوسط، من خلال منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة فى العالم العربى، دعمه وتأييده ليوم الصّلاة والصوم وأعمال الخير والدعاء غدا الخميس. كما قررت الكنيسة المارونية فى مصر، المشاركة فى دعوة بابا الفاتيكان، وشيخ الأزهر الشريف، بإقامة الصلاة من أجل رفع كورونا عن البشرية. فيما الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، المشاركة فى مبادرة الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية، بالإضافة إلى رئيس مجلس الشورى الإندونيسي والوزراء، وزعماء الأديان الستة فى إندونيسيا. أما المجلس الإسلامى النيجيرى، فقد قرر مشاركته فى الصلاة والدعاء، ليكشف الله السوء عن الإنسانية جمعاء. كما رحب كل من وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ورئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، بالنداء الإنساني الذي أطلقته “اللجنة العليا للأخوة الإنسانية” بدعوة القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم للصلاة والصيام والدعاء من اجل الإنسانية في المواجهة الصعبة مع جائحة فيروس كورونا المستجد. كما أعلن أنطونيو جوتيريش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، مشاركته في المبادرة. وقال جوتيريش عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر”؛ “سوف أشارك فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية في 14 مايو المقبل”. وأشار إلى أن هذه الدعوة التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية جاءت في وقت عصيب على الجميع وتتطلب منا جميعا التكاتف والتضامن والسلام. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أرحب ومعي كل أبناء الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه وسامرييه، بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، التي أعلنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، للصلاة والدعاء إلى الله العلي القدير أن يرفع عن الإنسانية بلاء فيروس كورونا”. في انتظار كلمة الإمام ويلقي الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ، اليوم الخميس ، كلمة في إطار مشاركة فضيلته في مبادرة “صلاة من أجل الإنسانية” . ومن المقرر أن تبث كلمة فضيلة الإمام مباشرة على موقع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الصفحات الرسمية للأزهر الشريف الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة. حدث فريد وقال مراسلنا في دبي، إنه حدث فريد من نوعه يدل على التوجه إلى الله والدعاء لزوال جائحة كورونا. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وأشار إلى أن العديد من المشاركين من قادة العالم، وسيكون هناك رابط إلكتروني يوثق هذه المشاركات، لافتا إلى أنها دعوة للصلاة لكل شخص في مكانه للتوجه إلى الله لرفع الوباء.
مشاركة :