نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت قوله إن تركيا لن تسمح أبدا بإقامة دولة كردية في جنوبها الشرقي تضم أجزاء من شمال سوريا في تعليق سيثير على الأرجح غضب الأكراد بعد تعثر عملية السلام مع أنقرة. وتنظر تركيا بارتياب للتقدم العسكري الذي تحققه قوات من أكراد سوريا في مواجهة تنظيم "داعش" خشية أن يؤدي هذا لإنشاء دولة كردية مستقلة هناك ويشجع أبناء الأقلية الكردية في تركيا البالغ عددهم 14 مليون نسمة على السير على هذا الطريق. ونقلت وسائل إعلام محلية عن إردوغان قوله في مأدبة إفطار يوم الجمعة "لن نسمح أبدا بتأسيس دولة في شمال سوريا وجنوب بلادنا. سنواصل كفاحنا في هذا الشأن مهما كان الثمن." وأضاف "يريدون استكمال عملية تغيير التركيبة السكانية للمنطقة. لن نغض الطرف عن هذا الأمر." واتهم مسؤولون أتراك أكراد سوريا بطرد العرب من قرى وبلدات سيطروا عليها. وينفي الأكراد أي تلميح بوجود "تطهير عرقي." ويعد مصير الأقلية الكردية في تركيا أحد أكثر الأسئلة إلحاحا في السياسة التركية. وجازف إردوغان برصيده السياسي في 2012 عندما بدأ محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني لانهاء تمرد الأقلية الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي الذي استمر عقودا وأودى بحياة نحو 40 ألف شخص. لكن محادثات السلام توقفت ويتهم الأكراد إردوغان بتغيير موقفه. وتزامن الهجوم على إردوغان مع نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية هذا الشهر حيث تخطى لأول مرة حاجز العشرة بالمئة من الأصوات وهي النسبة المطلوبة لدخول البرلمان. وحرم انتصاره حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي شارك إردوغان في تأسيسه من أغلبية برلمانية مطلقة للمرة الأولى منذ بدأ هيمنته على الحياة السياسية قبل ما يزيد على عشر سنوات. ويبحث العدالة والتنمية حاليا عن حزب صغير ليشكل معه ائتلافا. وقال مقاتلون من أكراد سوريا اليوم السبت إنهم تمكنوا من تأمين مدينة كوباني القريبة من الحدود التركية بالكامل وقتلوا ما يزيد على 60 من مسلحي "داعش" بعد معارك دامت ليومين وقتل فيها نحو مئتي شخص. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية هذا الأسبوع إن هجوم كوباني نتيجة مباشرة لدعم تركيا للمسلحين الإسلاميين على مدى سنوات. ونفى إردوغان بغضب هذا الاتهام واتهم وحدات حماية الشعب الكردية بشن "حملة تشويه مضللة."
مشاركة :