المتطرف 206 مدنيين بينهم نساء وأطفال. وشن "داعش" هجوماً مفاجئاً فجر الخميس الماضي على عين العرب التي تمكن من دخولها بعد أن تنكر عناصره بلباس وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في ابنية عدة في نواح مختلفة من المدينة، متخذاً من السكان "دروعاً بشرية" و"رهائن"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم تدريجاً، ثم نجحت في تحرير عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم، قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم أمس. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها "داعش" في كوباني"، وذلك بعد "دخول ثانوية البنين جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم". وأوضح الصحافي رودي محمد أمين الذي يتابع من المنطقة الكردية شمال سوريا الوضع في كوباني عن قرب أن "الوحدات الكردية فجرت ألغاماً زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته"، مضيفاً "تم تنفيذ العملية العسكرية بعد التأكد أنه لم يبق مدنيون داخل المدرسة". وأضاف "عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب". وأشار المرصد إلى أن "مقاتلي الوحدات وقوات الاسايش "الشرطة الكردية" يقومون بتمشيط المدينة بحثا عن عناصر قد يكونون فروا أو اختبؤوا". وتعرض التنظيم المتطرف للهزيمة الأسوأ في سوريا على أيدي الأكراد عندما انسحب من مدينة كوباني في يناير الماضي بعد احتلال أجزاء واسعة منها إثر 4 أشهر من المعارك. إلا أن المعركة الأخيرة ارتدت طابعاً مختلفاً. ورأى خبراء وناشطون منذ بداية الهجوم أن هدف التنظيم ليس السيطرة على كوباني إنما الرد و"تحويل الأنظار" عن خسائره الأخيرة في مواجهة الأكراد وكان آخرها مدينة تل أبيض في محافظة الرقة شمالاً، أبرز معاقله، عبر استهداف المدنيين وإثارة اهتمام الرأي العام. وقال عبدالرحمن "لا يمكن اعتبار العملية الأخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لأن التنظيم نفذ ما قصد كوباني من أجله، وهو ارتكاب المجازر، لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعد أن ارتكب مجزرة فظيعة". وبحسب المرصد، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم "داعش" في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الماضي الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث. وأضاف "تبين من التعرف على الجثث أن هناك عائلات بكاملها قتلت، الوالدان والأطفال"، مشيراً إلى أن الجثث كانت مرمية هنا وهناك "في المنازل وعلى الطرق". وبين القتلى 26 شخصاً أعدمهم التنظيم في قرية برخ بوطان الواقعة جنوب كوباني والتي سيطر عليها المتطرفون لساعات. وأوقعت معارك اليومين الماضيين في كوباني ومحيطها 54 قتيلاً بين المتطرفين، قضى بعضهم في تفجيرات انتحارية، و16 قتيلاً بين المقاتلين الأكراد، بحسب المرصد. وفي الوقت الذي كان الأكراد يحسمون معركة كوباني، كان الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية الذي يدعم منذ أشهر الأكراد في معاركهم ضد "داعش"، ينفذ غارات مكثفة في الريف الجنوبي لكوباني، على بعد أكثر من 35 كيلومتراً من المدينة، مستهدفاً تجمعات لتنظيم الدولة، ما أدى إلى مقتل 18 إرهابياً، بحسب المرصد السوري. وشمال شرق البلاد، تتواصل المعارك منذ الخميس الماضي بين القوات النظامية و"داعش" الذي يحاول السيطرة على مدينة الحسكة. ودفعت المعارك أكثر من 120 ألفاً من سكان المدينة إلى النزوح، بحسب ما ذكر بيان لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة منشور على موقع المنظمة على الإنترنت. وجاء في البيان الأخير "استمرت حركة النزوح من الحسكة، ويقدر عدد الذين نزحوا داخل المدينة وإلى قرى مجاورة بـ120 ألفاً". وأشار البيان إلى أن "لا تغيير جوهرياً في الوضع العسكري على الأرض"، مشيراً إلى استمرار وجود نحو ألفي مواطن عالقين في حيي النشوة والشريعة اللذين استولى عليهما "داعش" الخميس الماضي من قوات النظام. وذكر المرصد أن مقاتلين أكراداً انضموا إلى القتال إلى جانب قوات النظام التي يتقاسمون معها السيطرة على المدينة. ويحاول "داعش" منذ شهر السيطرة على مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة والتي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف شخص. وتقدم إليها مطلع يونيو الحالي قبل أن يضطر إلى الانسحاب في مواجهة القوات النظامية التي حظيت في حينه أيضاً بدعم كردي. وفي الجنوب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة أخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الأكبر منها. وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة وجبهة النصرة هجوما على المدينة الخميس الماضي إلى 91 هم 60 من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة و18 عنصراً من قوات النظام و11 مدنياً. من جهة أخرى، تعهدت إسبانيا وفرنسا إطلاق مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة في سوريا والتي تقول المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان إنها تتسبب بأكبر عدد من الضحايا في النزاع الدائر في البلاد. وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قراراً في فبراير 2014 يطالب بوقف الهجمات التي يتهم الغرب النظام السوري بالقيام بها عبر إلقاء براميل محشوة بالمتفجرات من مروحيات.
مشاركة :