شرعت اللجنة العلمية لندوة «طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول»، التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة منتصف العام المقبل 1435هـ، في استقبال البحوث التي انتهى أصحابها من إعدادها ودفعتها إلى التحكيم العلمي، في الوقت الذي اعتمدت فيه (70 ) فكرة للمشاركة في بحوثها. صرح بذلك سعادة الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، مستعرضًا في هذا الشأن بعضًا من أهداف الندوة التي تتركز في العناية بإخراج المصحف الشريف إخراجًا طباعيًا لائقًا، وبناء قواعد وأسس مرجعية لذلك، وصياغة منهج أمثل لطباعة المصحف الشريف، ومراجعته وتدقيقه، وتيسير سبل اللقاء والتشاور بين المتخصصين في طباعة المصحف الشريف للسعي في الوصول إلى منهج أمثل، والوقوف على التجارب والخبرات التي مرَّت بها طباعة المصحف الشريف في العالم، ودراسة السبل الكفيلة بالاستفادة من التقنية الحديثة، ووضع ضوابط دقيقة لنشر القرآن الكريم من خلال وسائلها المتعددة، واستنهاض همم المتخصصين؛ لخدمة القرآن الكريم طباعة ونشرًا بالوسائط المتاحة، والعناية بتأهيل المتخصصين المُتْقِنين لمراجعة النص القرآني وتدقيقه، وتذليل العوائق العلمية والفنية التي تعترض طباعة المصحف الشريف ونشره، وإبراز دور المملكة العربية السعودية في طباعة المصحف الشريف ونشره، والاستفادة من تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وأوجه خدمة النص القرآني الكريم. وينتظر أن يناقش المشاركون في الندوة خلال اجتماعاتهم ـ التي تستمر ثلاثة أيام ـ خمسة محاور: الأول بعنوان: (تاريخ طباعة القرآن الكريم)، ويتضمن الموضوعات الآتية: تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوروبا، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المشرق العربي، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب العربي وإفريقيا، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شرق آسيا، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في بلدان أخرى، وببليوجرافيا طبعات القرآن الكريم في العالم. أما المحور الثاني فيحمل عنوان: (الجوانب العلمية في طباعة القرآن الكريم)، ويتضمن الموضوعات الآتية: مسائل الرسم العثماني في المصاحف المطبوعة ومذاهب الضبط في المصاحف المطبوعة، وعلامات الوقف فيها والأسس التي بُنِيَتْ عليها، وعدد الآي وعلامات التحزيب في المصاحف المطبوعة، والقراءات القرآنية في المصاحف المطبوعة والمسموعة، والالتزام بالرسم العثماني في المصاحف الورقية والإلكترونية، ومصاحف برايل، واللجان العلمية لمراجعة المصاحف وتدقيقها. ويحمل المحور الثالث عنوان: (الطرق الفنية في طباعة القرآن الكريم ونشره)، ويتضمن الموضوعات الآتية: الأساليب الفنية في طباعة المصحف الشريف: من إعداد النص ومعالجته إلى تجليده، والأسلوب الأمثل في ذلك، والطرق الفنية في مراقبة إنتاج المصحف الشريف في مراحل إعداده و طباعته على خطوط الإنتاج المختلفة، والطريقة المثلى في ذلك، والجوانب الجمالية في تصميم المصحف الشريف وإخراجه (خطه، وزخارفه، والمواد المستخدمة في إنتاجه)، وأحجام المصاحف المطبوعة وتجزئتها، وطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل، وطباعة القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة والأساليب الفنية الحديثة في تسجيل تلاوة القرآن الكريم وفق الروايات المتواترة. ويتناول المحور الرابع الذي يحمل عنوان: (الوسائل التِّقْنِيَّة في نشر القرآن الكريم)، الموضوعات الآتية: البرامج الحاسوبية وأثرها في تسهيل نشر القرآن الكريم، وسائل نشر القرآن الكريم رَقْميًا، ووسائل معالجة خطوط المصاحف المكتوبة يدويًا لإنتاج نسخة رَقْمية عالية الجودة، والتوليد الآلي لخطوط حاسوبية مبنية على خطوط المصاحف المكتوبة يدويًا، ودور البرمجة الحاسوبية في إدراج أرقام الآيات وأسماء الأجزاء والأحزاب والزخارف، والتدقيق الآلي والمصادقة الرَّقْمية لنص القرآن الكريم، طرق حماية النُّسَخ الرَّقْمية من التحريف. أما المحور الخامس فعنوانه: (جهود مجمع الملك فهد في طباعة القرآن الكريم ونشره) ويتضمن الموضوعات الآتية: جهود مجمع الملك فهد في طباعة المصحف الشريف ورقيًا. اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية في المجمع، ودورها في الإعداد والتدقيق، أقسام مراقبة إنتاج المصحف الشريف: مراقبة النص، والمراقبة النوعية، والمراقبة النهائية، والتقنيات الإلكترونية في مراقبة الإنتاج، والمعايير والمواصفات الفنية المعتمدة في طباعة القرآن الكريم ونشره، جهود مجمع الملك فهد في تسجيل تلاوة القرآن الكريم، ومصاحف النشر الحاسوبي للقرآن الكريم، المعالجة الرَّقْمية وآفاقها المستقبلية لنشر النص القرآني، وجهود المجمع في إخراج مصاحف الروايات القرآنية المتواترة، والتدقيق الآلي للنص القرآني. الجدير بالذكر أن اللجنة التحضيرية ستنظم ضمن أيام انعقاد الندوة معرضًا يحكي تاريخ طباعة القرآن الكريم عبر حقب زمنية متعاقبة، ومراحل تطور هذه الطباعة، كما وضعت اللجنة موقعًا الكترونيًا ينظم حركة المشاركات في الندوة. واختتم الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام للمجمع ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة حديثه، معربًا عن شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على متابعة الإعداد للندوة، كما دعا الله أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
مشاركة :