اختتمت أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي، مبادرتها الرمضانية “بيوت مطمئنة”، التي تهدف لتوعية الأفراد والأسر بخطورة بعض الأفكار التي تُعكّر صفوها، وذلك تُناقش ذلك بشكلٍ يومي طوال الشهر الكريم، وبمشاركة نخبة من المستشارين الاجتماعيين، وذلك عبر إذاعة UFM الإخبارية، وحساب الأوقاف في منصة "تويتر"، واستعرض البرنامج العديد من الموضوعات الأسرية المهمة، وسلّط الضوء على بعض الأفكار والتحديات التي تواجه الأسرة وذلك بمشاركة عدد من المؤثرين في الأوساط المختلفة، كنماذج أسرية ناجحة. وفي مطلع، الحلقة الأخيرة التي اختتمت مساء أمس، وتركّزت على دور الإعلام في الأسر، تساءل عدد من الاختصاصيين عن مدى إهمال وسائل الإعلام المختلفة جانب الثقافة الأسرية، واصفين ذلك بكونه من الأولويات التي لها حاجة ماسّة ومؤثرة في رفع الوعي المجتمعي الذي يبدأ من داخل الأسرة، وسط مطالباتهم بأن ترتفع نسبة البرامج التوعوية ويتم التركيز عليها لمساندة الجهود المبذولة في الإصلاح الأسري. وقال، مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية، الدكتور "خالد الحليبي" في تساءل: "هل فعلًا وسائل الإعلام المختلفة تُعطي الأسرة اهتمامها الكبير في برامجها؟ في الحقيقة لا، حيث لا تحتل المكانة اللائقة بها في المجالات الإعلامية، ولا تزال البرامج الجيّدة قليلة، ولا تكفي للأسر". وأضاف: "نحن نريد أن تكون الثقافة الأسرية عامة وشاملة وواسعة وقادرة على الوصول للجميع، فكل إعلام يصل إلى الإنسان في داخل هذا البلد خاصة الناطق باللغة العربية اًو المدبلج أو المترجم، يُعتبر مؤثر في النهاية، لكن الحقيقة أنه حتى الآن قليل الموجه لرفع التوعية". وواصل: "إذا كنت سوف أحسب المسلسلات والأفلام فهي لم تخرج من أيدي مختصين، ومرشدين اًو متخصصين في الجانب الاجتماعي وعلم النفس، وأحيانًا تقدم قيماً غير جيدة ومخالفة لبعض الجوانب المهمة التي كان ينبغي أن تقوم عليها الأسرة، وأن البرامج التي ترفع التوعية قليلة، ونحن نتمنى تكون أكثر". وشاركه الاختصاصي النفسي الإكلينيكي "أسامة الجامع"، بحديثه عن الأسر التي لديها مريض نفسي، بقوله: " سوف تقِل جودة حياة الأسر التي يُعاني أحد أفرادها باضطراب نفسي، وتُصبح أقل متعة تجاه الحياة، لذلك هم بحاجة لتأثير الإعلام في جانب التوعية عن كيفية التعاون مع الفرد الذي يعيش داخل أسرة ولديه اضطراب، وكيف نرفع الوعي الأسري في التعامل مع هذه الاضطرابات". وأتبع: "كلما ضغطت هذه الأسر على الفرد المصاب سوف يتسبّب ذلك في انتكاسة، وهنا تكمُن أهمية توعية الأسر عن خطر الضغط على المريض النفسي وتسبّبهم في تدهور حياته". وبدوره، أشار المختص في السلوكيات الاجتماعية، الدكتور محمد الحاجي: الأسرة هي نواة المجتمع، وهي مكوّنة السلوك الجمعي الذي يُمثل المجتمع ككل، وأن لها دور كبير جدًا في تشكيل النمط الاجتماعي. وأضاف: "لو كان المجتمع فرديًا لأصبح موضوع الإصلاح الأسري كما هو موجود في أمريكا ليس ضمن الأولويات باعتبار أن طبيعة العيش فردية، والكل يحمل أحلامه لوحده، بينما مجتمعنا ولله الحمد تكافلي وتراحمي، ويصنع أسرة كاملة لتكون أكثر إنتاجية وعطاءًا، وتُشكّل أنماطًا اجتماعية ذات قيم عالية". وتداخل الإعلامي المهتم بالشأن الأسري الزميل "عبد الرحمن الشايع"، وتحدّث عن فكرة برنامج "بيوت مطمئنة" بقوله: " أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي تبنّت هذه المبادرة مشكورة، ودعمتها، ضمن المبادرات التي دائمًا تتبناها في تقديم الدعم لكل ما فيه توعية اجتماعية وإصلاح الأسر، ويردّدون بشكلٍ دائم "إصلاح أسرة وإن كلّف؛ لا شك بأنه يُوفّر على البلد مبالغ طائلة". وأضاف: "جاءت فكرة هذا البرنامج الذي يسعى إلى أن تكون جميع البيوت مطمئنة، ولا شك أن اطمئنان البيوت يقود لاطمئنان المجتمع والوطن". وختم بقوله: "إذا اطمئن البيت الصغير.. اطمئن البيت الكبير". وتحدّث في ختام البرنامج، ضيف فقرة نماذج إيجابية، "عبدالعزيز العنزي" الرئيس التنفيذي لأوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي النوعية: "تعود قصّة هذه الأوقاف لزمن ليس بالقريب، بل الفقيد الراجحي – رحمه الله – أسّس أول وقف له قبل 26 عامًا، وتحديدًا في عام 1415هـ، وهو وقف متخصص في القرآن الكريم، كان الشيخ رحمه الله حريص على تعليم القرآن الكريم ونشره؛ عملًا بقول النبي – صلى الله عليه وسلّم – خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه. وواصل حديثه: "بعد أن شاهد نتائج هذا الوقف المبارك، ورأى ثماره بعينه؛ تشجّع على تقديم المزيد من الأوقاف بين حين وآخر وبمجالات مختلفة؛ حتى وصلت أوقافه رحمه الله لأكثر من 20 وقف خيري. وأردف: " بعد أن درسنا حاجة المجتمع؛ رأينا أن المجال الاجتماعي أهم المجالات، وخصّصنا له 60% من ميزانية العمل الخيري، وتركّز النشاط على مشاريع نوعية مهمة جدًا؛ كـ"الإصلاح الأسري، ورعاية الجمعيات المتخصصة في هذا المجال في مختلف مناطق المملكة؛ وهي كُثر ولله الحمد". وختم "العنزي" قائلًا: "الأسرة هي نواة المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع بأكمله، وتوصّلنا إلى أن الكثير من المشاكل سببها التفكّك الأسري، وناتجة عن الطلاق أو دخول رب الأسرة للسجن بسبب الديون أو المخدرات، وحاولنا علاج أصل المشكلة؛ وعقدنا شراكات مع عِدة جمعيات مهتمة بهذا النشاط ونتابع جهدهم المبذول عن قرب".
مشاركة :