محمود خليل (دبي) ماذا سيفيدها الندم عما اقترفته يداها من جريمة تهتز لها القلوب والمشاعر الإنسانية، فلن ينفعها شيء من هذا القبيل حتى للتخفيف من وطأة غلاة الشر الذي يعشعش في نفسها، فهي تدرك حينما أقدمت على تعذيب طفلة زوجها البالغة من العمر أربعة أعوام حتى وافتها المنية أنها مجردة من كل مشاعر الإنسانية والرحمة وأعمى الغضب قلبها والغيرة بصيرتها. إنها باختصار حكاية (ع.ي.ن.ا) سيدة عربية عمرها 24 عاما تقف كل صباح منذ أن قررت محكمة التمييز بدبي المصادقة على سجنها لمدة 10 سنوات ووجهها إلى جدار السجن العالي بعد أن أجهزت على حياة طفلة زوجها غيرة وغضبا، فقط لأنها تشبه والدتها، ولأنها المقربة من أبيها الذي ما كانت تتركه ليلة دون أن تنام في حضنه.. كيف لا وهي المفضلة عنده عن بقية أخواتها وأشقائها. تعود وقائع القصة من ملفات القضاء في دبي إلى 30 يناير 2014 حينما فارقت طفلة عمرها 4 سنوات الحياة عقب لحظات من وصولها المستشفى، كان كل شيء يوحي بأن وفاة الطفلة طبيعية إلا أن المسار تغير كليا حينما أبلغ الأطباء الشرطة وجود آثار كدمات وجروح في وجه ورأس، ومناطق أخرى من جسد الطفلة. صعق المحقق لما سمعه من الأطباء وجال بنظره في الصالة فشاهد امرأة في العقد الثاني من عمرها تجلس والتوتر والإرباك باديا عليها فاقترب منها وسألها عما حدث.. لم يتنبه المحقق إلى كل ما سردته له من تفاصيل حول وقوع الطفلة عن دراجتها، وهي تلهو باستثناء ما أبلغته به واستوقفه أنها ليست أم الطفلة، وأن والدتها تزوجت من شخص آخر بعد انفصال والدي المجني عليها. وتظهر أوراق القضية أن والدة الطفلة أبلغت تحقيقات النيابة العامة بدبي أن طفلتها «مايا» البالغة من العمر 4 سنوات تعرضت للقتل، مبينة أن طفلتها المجني عليها شكت كثيرا تعرضها للضرب والتعذيب على يد زوجة الأب، مشيرة إلى أنها أبلغت طليقها بذلك، وطلبت منه حماية أطفالها من زوجته الجديدة، وقالت: إنه غضب كثيراً من زوجته، وأرسلها إلى بلادها لكنه أعادها مجددا بعد أن علم أنها حامل منه. ... المزيد
مشاركة :