ليلة القدر تساوي عبادة 83 عاماً

  • 5/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - نشأت أمين: حث عدد من الدعاة على الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والعمل على تحري ليلة القدر في الليالي الوترية منها وذلك للفوز بالثواب العظيم الذي أعده الله لعباده فيها، مشيرين إلى أن العبادة فيها تساوي عبادة ما يزيد على 83 عاماً، منوهين بأن ليلة القدر مجهول وقتها وقد أخفاه الشارع الحكيم لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَتركوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، كما ان ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة. معنى ليلة القدر وقال الداعية د. ناصر الجعشاني إن ليلة القدر سميت بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث. وأضاف: لقد بيّن لنا المولى عز وجل عظمتها، فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل. علامات الليلة ونوه بأن ليلة القدر مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان. وبين أنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم أنّ من وُفّق لها لا يحصل له الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع كما أنه ليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة. ونقل الحافظ ابن حجر، أن من رأى ليلة القدر، استُحبّ له كتمان ذلك، وألا يخبر بذلك أحداً، والحكمة في ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف. ولفت إلى أن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة. الليالي الوترية وأوضح فضيلة الداعية الشيخ حسين المري بأن الدعاء الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر هو «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا». وأوضح أن ليلة القدر كما هو معلوم تأتي في الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فهي ليست ثابتة بمعنى أنها إذا جاءت هذا العام في ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان فليس معنى ذلك أنها سوف تكون كل عام في هذا التوقيت في الأعوام التالية. ولفت إلى أن هناك علامات لليلة القدر كما ورد عن السلف ومن بين هذه العلامات أن الجو يكون صافياً وفي صبيحة اليوم التالي لها تكون أشعة الشمس ضعيفة وخفيفة. وقال إن فضل ليلة القدر عظيم كما قال ربنا جل وعلا حيث إن العبادة فيها تساوي عبادة 83 عاماً من صلاة وصيام وذكر وصدقات وغير ذلك من أعمال البر. ليلة مبهمة ولفت فضيلة د. عيسى يحيى معافا إلى أنه لا دليل على انحصار ليلة القدر في ليلة معينة من شهر رمضان المبارك، بل هي ليلة مبهمة من الشهر رمضان قد تكون في أوله وقد تكون في وسطه، ويغلب عليها أن تكون في العشر الأواخر، من باب التغليب لا من باب اليقين، وبين د. عيسى في محاضرة عبر موقعه الإلكتروني «لمن اهتدى» أن ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم من قولهم عن ليلة سبع وعشرين، فإنهم عنوا بها في شهر رمضان عاشوه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورأوا لها علامات ودلالات ورؤى، لا أنها تكون كذلك في سبع وعشرين من كل شهر رمضان سائر الدهر. ولفت إلى أن القول بتحديد ليلة القدر بليلة بعينها كليلة السابع والعشرين هو من تقييد ما أطلقه الشارع، وقد قرر العلماء رحمهم الله أن من قواعد البدع تقييد العبادة بزمان أو مكان معين أو نحوهما، بحيث يوهم هذا التقييد أنه مقصود شرعاً من غير ما دليل صحيح وصريح. وأكد أن من الدعاء المأثور في تلك الليلة: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).

مشاركة :