.دأبت الحكومة المركزية على تعزيز بناء "بنية تحتية جديدة" منذ بداية هذا العام ، وستقدم الدورات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني واللجنة الاستشارية للمؤتمر الشعبي السياسي الصيني الأسبوع المقبل خطة تنفيذ أكثر تحديداً للبنية التحتية الجديدة. تشير البنية التحتية التقليدية إلى المرافق المادية التي تقدم خدمات عامة للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية ؛ إنه أساس جميع قطاعات الاقتصاد. أما بالنسبة للبنية التحتية الجديدة ، على الرغم من أنها تحتوي على بعض المرافق المادية مثل شبكات 5G ومراكز البيانات ، إلا أنها غالبًا ما تكون بأشكال افتراضية مثل التطبيقات وتميل إلى أن تكون رقمية ، تستند إلى الإنترنت و "ذكية" - وتختلف تمامًا عن البنية التحتية التقليدية مثل مثل السكك الحديدية والطرق والمطارات. إن بناء البنية التحتية الجديدة لن يساعد الصين فقط على التعامل مع عواقب تفشي الفيروس التاجي الجديد ، وتوسيع الطلب المحلي واستقرار النمو الاقتصادي والعمالة على المدى القصير ، بل سيضع أيضًا أساسًا طويل الأمد لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين معيشة الناس و شحذ ميزة الصين التنافسية في الأسواق العالمية. كان مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر 2018 هو أول من اقترح مفهوم البنية التحتية الجديدة ، بما في ذلك 5G ، والذكاء الاصطناعي (AI) ، والإنترنت الصناعي وإنترنت الأشياء ، وتعهد تقرير عمل الحكومة في 2019 بالمضي قدمًا في بناء جيل جديد البنية التحتية للمعلومات. ومنذ ذلك الحين تعمل الحكومة المركزية على تعزيز بناء بنية تحتية جديدة. في 20 أبريل ، حددت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح لأول مرة البنية التحتية الجديدة كنوع جديد من البنية التحتية تسترشد بمفاهيم التنمية الجديدة ، مدفوعة بالابتكار التكنولوجي ، القائم على شبكات المعلومات ، وموجهة نحو احتياجات التطوير عالية الجودة ، وتوفير الرقمية التحول والتحديثات الذكية والابتكار المتكامل والخدمات الأخرى. في الوقت الحاضر ، يتضمن بشكل أساسي ثلاثة جوانب - البنية التحتية للمعلومات حول الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات (IT) ؛ البنية التحتية للتكامل القائمة على الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ؛ والبنية التحتية للابتكار لدعم البحث والتطوير لتحقيق المنفعة العامة. سيتطور تعريف ونطاق البنية التحتية الجديدة جنبًا إلى جنب مع التطور العلمي والتكنولوجي. وفقًا لـ NDRC ، يشتمل بناء البنية التحتية الجديدة بشكل أساسي على محطات قاعدة 5G وأنظمة إمداد عالية الجهد وخطوط السكك الحديدية عالية السرعة وأنظمة السكك الحديدية الحضرية ونقاط شحن مركبات الطاقة الجديدة ومراكز البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والإنترنت الصناعي. كما يشمل تسهيل التحول الرقمي للصناعات ، ودمج خدمات الابتكار لتطوير عالي الجودة. مقارنة ببناء البنية التحتية التقليدية ، يعتمد بناء البنية التحتية الجديدة بشكل أكبر على التكنولوجيا الجديدة ، والتي تعتمد بدورها على التنمية الصناعية المتطورة. وهناك حاجة إلى أفكار تطوير جديدة وتقنيات متقدمة وشبكات تكنولوجيا المعلومات لبناء البنية التحتية للمعلومات وتعزيز البحث والتطوير لتحقيق المنفعة العامة. يمثل تشييد البنية التحتية الجديدة الهدف الإنمائي الجديد للصين. بفضل الإصلاح والانفتاح ، حققت الصين إنجازات كبيرة في البنية التحتية التقليدية بما في ذلك النقل والطاقة والاتصالات والحفاظ على المياه ، والتي لعبت (ولا تزال تلعب) دورًا مهمًا في النمو الاقتصادي السريع للبلاد. ولكن لتحقيق التنمية عالية الجودة ، تحتاج الصين إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة ، وليس فقط النمو الاقتصادي المستمر ، مما يجعل بناء البنية التحتية الجديدة إلزاميًا. يساهم إنشاء البنية التحتية الجديدة بشكل أكبر في التنمية الاقتصادية الرقمية ، وبالتالي سيعزز التنمية عالية الجودة. يواجه بناء البنية التحتية التقليدية العديد من المشاكل ، بما في ذلك الافتقار إلى التخطيط السليم ، مما يؤدي إلى إهدار الموارد والإنتاج المفرط وضغط الديون المرتفع. لذا يجب على السلطات على جميع المستويات اتخاذ تدابير لتجنب مثل هذه المشاكل في بناء البنية التحتية الجديدة ، واتباع قواعد السوق بدقة ، ويجب ألا تنظر إلى هذا البناء فقط كأداة تحفيز اقتصادي قصيرة المدى. يجب أن يكون الهدف الأول لبناء البنية التحتية الجديدة هو تحسين معيشة الناس ، وتشجيع الابتكار. على هذا النحو ، يجب أن يكون التركيز على شبكات 5G ومراكز البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي ورفع مستوى الاستهلاك. الأمر الذي لن يعوض فقط عن نقاط الضعف التنموية في الصين بل سيحسن أيضًا معيشة الشعب ، وبالتالي يساعد البلاد على التغلب على "فخ الدخل المتوسط" وتحقيق التنمية القائمة على الابتكار. الأهم من ذلك ، يجب أن يكون بناء البنية التحتية الجديدة وفقًا للوضع الفعلي لمنطقة معينة ، حيث توجد فجوات تنمية ضخمة بين مناطق مختلفة من الصين. فقط عندما تكون البنية التحتية الجديدة مناسبة للظروف المحلية الفعلية ، يمكنها تسهيل التنمية الاقتصادية المحلية. وبما أن التخطيط السليم أمر بالغ الأهمية لتحسين كفاءة بناء البنية التحتية الجديدة ، يجب على الحكومة المركزية أن تضع الخطة الشاملة ، ويجب على السلطات المحلية تنفيذها وفقًا للظروف المحلية مع تجنب المنافسة المفرطة وإهدار الموارد