صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم، عشية عيد القديس أثناسيوس الرسولي بالمذبح الذي يحمل اسمه والموجود به جسده الكائن أسفل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. كما طيَّب قداسته رفات القديس في نهاية العشية. وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد القديس الملقب بـ "حامي الإيمان" يوم ٧ بشنس الموافق ١٥ مايو من كل عام. وهو البطريرك الـ ٢٠ في سلسلة بابوات الإسكندرية (٣٢٨ - ٣٧٣ م) وساهم بقوة في صياغة الإيمان المسيحي، كما كان يتمتع بحياة تقوية مشهودة حتى أنه قيل عنه "نقاوة إيمانه كانت سبب تقواه". اقرأ أيضا .. البابا تواضروس: الأنبا رويس عاش على الأرض ولم يكن منها حقيقة عودة الصلوات يوم 18 مايو.. الكنيسة تجيب وُلد أثناسيوس غالبًا في صعيد مصر من عائلة وثنية، هذا ونزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) ليراه البابا ألكسندروس (19) وهو مُطِل من شرفة البطريركية يقوم بدور عِماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوَره فأحبه وقبله تلميذًا له وسكرتيرًا خاصًا، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل. لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم استشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت. أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت. وظهر نضوجه المبكر من كتابيه "ضد الوثنيين"، "تجسد الكلمة" اللذين وضعهما قبل عام 319 م.، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي.
مشاركة :