يعتبر الأطفال عرضة بشكل دائم للإصابات سواء داخل أو خارج المنزل، لما يتمتعون به من قدرة حركية ونشاط دائم، ولعدم درايتهم وقلة حذرهم عند ممارستهم لنشاطاتهم اليومية والرياضية. ووفقاً لإحصاءات الجمعية الأمريكية لطب أسنان الأطفال ( American Academy of Pediatric Dentistry) فإن ٪25من طلاب المدارس عرضة لإصابات الأسنان و33٪ من البالغين (تحت سن 19 ) وكثير من مجمل هذه الإصابات يصيب الأسنان، خاصة عندما يبدأ الأطفال يتعلمون المشي في السنوات الأولى من أعمارهم، وذلك لعدم توازن أجسامهم، ولوجود الأجسام ذات الأطراف الحادة والمسننة حولهم من قطع أثاث وأقباس الكهرباء المفتوحة ودرجات المنزل، ما يزيد من إمكانية السقوط والإصابة. ويشكل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة شريحة كبيرة من حالات إصابات الأسنان وذلك لعدم قدرتهم على إدراك المخاطر من حولهم، وإصابتهم ببعض الأمراض كالصرع، التوحد والشلل حيث تؤثر أعراض هذه الأمراض في اتزانهم وقدراتهم الحركية بشكل سلبي. أما بالنسبة للأطفال الممارسين لمختلف الرياضات فإنّ معظم هؤلاء إن لم يكن مجملهم لا يتخذون التدابير الوقائية لمنع إصابة أسنانهم كلبس الخوذ (Helmet) أو واقيات الفم) mouth guard (لعدم درايتهم بأهميتها. أسباب إصابات الأسنان وأنواعها تتنوع أسباب حدوث الإصابات المختلفة للأسنان ومنها: 1- السقوط على الأرض 2- الارتطام بشخص أو بجدار 3- فتح أغطية الزجاجات بالأسنان 4- ممارسة الرياضات المختلفة 5- حوادث المرور وتختلف إصابات الأسنان الناتجة وتشمل من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً: 1- ارتجاج السن (Concussion-A) - انحراف السن عن مكانه (Lateral Subluxation-B). - كسر بتاج السن (وقد يكون بسيطاً يشمل جزءاً من المينا أو قد يمتد ليشمل العاج واللب وأحياناً كسر لتاج السن بأكمله(E-C- detacilpmocnu dna detacilpmoc erutcarFworC) - انغراس السن للداخل أو اندفاع السن خارج العظم Intrusion or Extrusion-F-G() - كسر بجذر السن ()Root Fracture-H - سقوط السن(Avulsion-I) ويمكن التعرف إلى إصابات الأسنان من عدة تغيرات تحدث للسن المصاب منها تغير في لون السن للون الرمادي أو الزهري، زيادة حركة السن مقارنة بما حوله من أسنان، وجود كسر في تاج السن، تغير مكان السن عمّا كان عليه مسبقاً، عدم الإحساس بالبرودة والسخونة عند تعرض السن لها ومن خلال الأشعة يمكن كذلك مقارنة عصب وجذر السن المصاب بما حوله من الأسنان غير المصابة والتعرف إلى أي تغيرات طرأت به. إصابات الأسنان اللبنية فيما يتعلق بإصابات الأسنان اللبنية، كلما حدثت الإصابة مبكراً (أي قبل أن يكمل الطفل عمر 3 سنوات) كلما زاد خطر التعقيدات الناتجة على تكون السن الدائم. و تحدث معظم الإصابات للقواطع بالفك العلوي، وتكثر نسبة حدوثها في عمر 2- 3 سنوات لينتج عنها حركة السن عوضاً عن كسر جزء منه، ويعود ذلك إلى مرونة عظم الفك في الأطفال مقارنة بالبالغين. و تنتج إصابات الأسنان اللبنية كما أسلفنا مسبقاً نتيجةً للسقوط تزامناً مع تعلم المشي في سنوات عمر الطفل الأولى، أو بسبب حوادث المرور، أو بسبب تقدم الأسنان الأمامية في الفك العلوي، وكذلك بسبب بعض الحالات المرضية والعصبية كالصرع وما يصاحبه من نوبات مفاجأة. فإذا نتجت الإصابة للسن اللبني فقط عن حدوث نزف باللثة حول السن مع عدم تغير موقع السن، يجب الضغط على مكان النزف بقطعة شاش ومراجعة طبيب الأسنان في أقرب فرصة ممكنة، أما إذا نتج عن الإصابة كسر في تاج السن أو حركة السن من مكانه فيجب عندها مراجعة طبيب الأسنان فوراً لأن الوقت عامل مهم في الحفاظ على الأوعية الدموية المغذية لعصب السن. أما عند سقوط السن من مكانه أو انغراسه في عظم الفك بسبب قوة الإصابة فإن هناك خطر من تأثير الإصابة على تكوين السن الدائم، والمفضل في هذه الحالات عدم زرع السن اللبني مرة أخرى في مكانه وخلعه إذا كان قد انغرس في العظم بالقرب من السن الدائم طور التكون لتجنب أكبر قدر من التعقيدات التي قد تطرأ جراء الإصابة. إصابات الأسنان الدائمة تعتبر إصابات الأسنان الدائمة من أكثر الإصابات تأثيراً على الحالة النفسية للطفل، حيث يعتري الطفل الخوف من قوة الإصابة ومدى تأثيرها على أسنانه الأمامية التي تؤثر بشكل عام في منظره أمام زملائه في المدرسة، كما تؤثر في نطقه لبعض الأحرف وتناوله لبعض الأطعمة الغذائية، لذلك من المهم أن توفر عائلة الطفل المصاب الدعم النفسي للطفل ومحاولة التخفيف من وقع الإصابة عليه بالتعاون مع طبيب الأسنان. وفي حال حدوث كسر في تاج السن الدائم وتم العثور على الجزء المكسور يفضل أخذه لطبيب الأسنان لأنه قد يكون قادراً على إرجاع الجزء المكسور إلى مكانه أو التعويض عنه بالحشوات، وإذا امتد الكسر ليشمل عصب السن عندها سيحتاج السن إلى جلسات من علاج العصب حتى يكتمل تكون الجذر ثم توضع الحشوة النهائية. وقد تتسبب بعض الإصابات بزيادة حركة الأسنان الدائمة لتأثيرها على الروابط الداعمة للسن باللثة، فيقوم الطبيب بتثبيت الأسنان بعدة طرق وفقاً لمدى تعقيد الإصابة لفترة زمنية لا تقل عن الأسبوعين للتقليل من الحركة لحين شفاء الروابط الداعمة. وأكثر الإصابات تعقيداً هي التي ينتج عنها انغراس السن بعظم الفك، أو سقوط السن من مكانه، ففي الحالة الأولى قد يسمح للسن بأن يعود لمكانه الطبيعي مع الوقت أو قد يقوم الطبيب بإعادته ثم تثبيته، أما في الحالة الثانية فيجب إيجاد السن والتوجه لطبيب الأسنان فوراً بعد الإصابة لأن فرص نجاح العلاج تقل بعد الساعة الأولى من الإصابة. كيفية العلاج من الإصابة نزف اللثة والجروح السطحية بالشفاة واللسان: يجب الضغط على مكان النزف بقطعة شاش نظيفة ووضع الكمادات الباردة لتقليل تورم أماكن الإصابة إلى أن يقوم الطبيب بتقييم حاجة هذه الجروح إلى وضع الغرز أم لا، كما يجب تجنب تناول المشروبات والأطعمة الساخنة والحارة لتجنب النزيف من هذه الجروح. زيادة حركة الأسنان: يتم تثبيت الأسنان المصابة بمن حولها من الأسنان السليمة لتوفير الدعم اللازم لها باستخدام أسلاك التقويم مع بعض الحشوات (Splint) وذلك لمدة لا تزيد على الأسبوعين في حالة عدم وجود كسر في عظم الفك، على أن يتم تقييم حاجة هذه الأسنان لعلاج العصب لاحقاً خلال المراجعات الدورية. انحراف السن عن مكانه: يمكن للطبيب إرجاع السن إلى مكانه إذا تم التوجه للعيادة فوراً بعد حدوث الإصابة على أن يقوم بتثبيت السن لاحقاً كما أسلفت مسبقاً. كسر بتاج السن: يتم لصق الجزء المكسور أو وضع حشوة لتعويض الجزء المفقود من السن، وفي حالة وجود أعراض مصاحبة كالألم والتورم الناتج عن تأثر عصب السن يتم علاج العصب ثم وضع الحشوة التجميلية. انغراس السن: تمتلك الأسنان القدرة على الحركة لتأخذ مكانها الطبيعي مع مرور الوقت بعد الإصابة ويعمل الطبيب على ملاحظة ذلك خلال المراجعات، أما إذا كان الانغراس كبير أو حضر المريض لمراجعة الطبيب بعد مرور وقت طويل من الإصابة عندها يلجأ الطبيب لاستخدام التقويم أو الجراحة لإعادة السن إلى مكانه الطبيعي مع تقييم حالة عصب السن. اندفاع السن: قد يندفع السن بشكل بسيط خارج مكانه بعظم الفك فيعمل الطبيب على الضغط على السن لإعادته إلى مكانه إذا أمكن وتثبيته مع تقييم حالة عصب السن. كسر بجذر السن: في حالة الأسنان اللبنية يفضل خلع السن والجذر المكسور إذا أمكن، أما في حالة السن الدائم فيمكن البدء بعلاج العصب للمحافظة على السن. سقوط السن: عند سقوط السن يجب إيجاده ومسكه بلطف من التاج عوضاً عن الجذر. إذا سقط السن في مكان متسخ يجب غسله بالماء من دون الفرك ثم وضعه حيث كان في فم الطفل أو في كأس من الحليب للحفاظ على سلامة الخلايا والأغشية المحيطة بالجذر. كما يجب الضغط على مكان السن بشاش للسيطرة على النزيف المصاحب للإصابة. بعد جميع أنواع الإصابات على الشخص المصاب تناول الوجبات الطرية غير الصلبة لتجنب أي أعراض جانبية، والمواظبة على تفريش الأسنان مع توخي الحذر حول الأسنان المصابة، واستخدام غسول الكلوروهيكسيدين ( Cholohexidine Mouth Wash ) للأطفال القادرين على المضمضة أو الاستعاضة بالمضمضة بمحلول الماء والملح لمدة لا تقل عن الأسبوع. كيفية الوقاية من إصابات الأسنان على جميع أولياء الأمور التقيد بتعليمات السلامة داخل المنزل وعند اصطحاب أطفالهم خارج المنزل. وتعتبر سلالم المنزل، أقباس الكهرباء المفتوحة، قطع الأثاث ذات الأطراف الحادة مصدر خطر للأطفال، لذلك يجب وضع الأبواب الخاصة بحماية الأطفال من استخدام السلالم من دون مرافقة شخص بالغ، وغلق أقباس الكهرباء بأغطية وقائية، والاستعاضة بقطع أثاث ذات أطراف غير حادة خاصة في غرف الأطفال. كما يفضل أن تكون ساحات لعب الأطفال ذات أرضيات مبطنة غير صلبة. ومن أهم تعليمات السلامة والوقاية من مثل هذه الإصابات، يجب وضع الطفل في الكرسي المخصص للأطفال عند قيادة السيارة أو ربط حزام الأمان، وعلى ولي الأمر وضع الطفل بالكرسي الخلفي عند القيادة. كما ننصح كذلك بوضع خوذة الرأس ( temleH) عند استخدام الدراجة أو لوح التزلج، واستخدام واقي الفم (mouth guard ) خلال ممارسة جميع الرياضات. الشيخة الدكتورة مريم عبد الله حمد الشرقي اخصائية طب أسنان أطفال - مركز طب أسنان الفجيرة عضو الهيئة التدريسية بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا CAGS, MSD , DDS عضو الجمعية الأمريكية لطب الأسنان (ADA) عضو الجمعية الدولية لإصابات الأسنان (IADT)
مشاركة :