"الاقتصاد الليلي" يزدهر في الصين وسط تغيرات في نمط الحياة بعد الجائحة

  • 5/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يمضي الصينيون في المناطق الحضرية بشكل متزايد وقتا أطول على الإنترنت في الساعات الأخيرة من الليل، وقد ساهم هذا التحول في سلوك المستهلكين عبر الإنترنت، في نمو "الاقتصاد الليلي" في الصين في السنوات الأخيرة. ونظرا لوباء فيروس كورونا الذي يجبر الكثيرين على العمل من المنازل فقد ازداد هذا الاتجاه بشكل متصاعد، مما وفر المزيد من الفرص للسوق للاستفادة منه. "الاقتصاد الليلي في الصين حيوي ومتنوع للغاية ومتطور بشكل كبير، تشجع الحكومة بشدة إستراتيجية الاقتصاد الليلي لتعزيز النمو مع تباطؤ الاقتصاد الصيني في فترة الوباء، وينظر إليها على أنها محرك النمو الجديد وقد تخلق فرص العمل أمام السكان المحليين"، هكذا قال أوريلين ريجارت، رجل أعمال فرنسي مقيم في شانغهاي. ومع تطور الاقتصاد الليلي، من المتوقع أن تبلغ قيمة السوق 2.4 تريليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2020. وأضاف ريجارت، نائب الرئيس والشريك في "IT Consultis" أن ذلك قد أدى أيضا إلى تنمية القطاع الرقمي بشكل كبير. تقليديا، من بين القطاعات التي ساهمت بشكل أكبر في نمو اقتصاد الحياة الليلية: قطاعات الأغذية والمشروبات وتجارة التجزئة والتسوق، والترفيه وغيرها. والجدير بالذكر أن خدمات التوصيل السريع تشتغل حتى وقت متأخر في الليل. وفي هذه الفترة، لا تزال دور السينما والنوادي والصالات الرياضية مغلقة في معظم أنحاء البلاد. وقال ريجارت إن الاقتصاد الليلي يحاول تنويع نفسه في جميع القطاعات ويحاول إيجاد بعض الطرق المبتكرة للقيام بذلك، بما في ذلك الأنشطة عبر الإنترنت والتي تشمل الكتب الصوتية والألعاب الإلكترونية والتجارة الإلكترونية. وأشار إلى أن هذا الاتجاه سيستمر في النمو لأنه جزء من "ثقافة بعد الدوام" في البلاد التي تركز بشكل متزايد على محتوى النمو الشخصي. "لوحظ أنه بعد الساعة التاسعة مساء، لا يزال صوت الهاتف المحمول نشطا مع زيادة الطلب على محتوى النمو الشخصي على ملفات البودكاست والكتب الصوتية. نرى بعض الفرص الضخمة عندما يتعلق الأمر بالتدريب الذاتي والتطور الذاتي". وفي عام 2019، بلغ عدد المستمعين للبودكاست ليلا 217 مليونا وكان مجموع مدة الاتسماع ما يقرب من 11 مليار ساعة. بارتفاع نسبته 95% على أساس سنوي. ومؤكدا على أنه سيكون من الصعب فصل الاقتصاد الليلي عن الأنشطة عبر الإنترنت، وقد سلط ريجارت الضوء على الاتجاه المتزايد للاندماج بين الاثنين مع المزيد من العلامات التجارية التي تنفذ إستراتيجيات الاتصال عبر الإنترنت (O2O). وعلى سبيل المثال، انتشرت التجارة الإلكترونية بسرعة، واستخدمت العديد من المنصات O2O لصالحها. وأضاف: "الصين مثل الملك لـO2O. تستثمر المنصات مثل تينسنت ومجموعة علي بابا كثيرا في الاستحواذ على هذا الوجود. وإن الخط الفاصل بين الإنترنت والتجارة خارجها غير واضح حقا في الصين، خاصة مع تطبيقات على الهواتف المحمولة مثل "ويتشات" و"علي باي"، حيث ينظر إلى المتاجر الواقعية كأصول الآن للتحول الرقمي". قال ريجارت. كما تقوم الحكومة الصينية وسلطات المدن بدورها بتشجيع الأنشطة الليلية كجزء من حملتها لتحفيز التنمية الاقتصادية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعادت شانغهاي وتيانجين فتح معارض ليلية وسط إجراءات صارمة لمكافحة الوباء. وزعت الحكومات المحلية في جميع أنحاء الصين قسائم قيمتها بالمليارات في أكثر من 50 مدينة صينية منذ منتصف مارس عبر تطبيقات الهاتف المحمول. أثمرت هذه الإجراءات خلال عطلة عيد العمال التي استمرت خمسة أيام، حيث أبلغت معظم المدن الكبرى عن ارتفاع كبير في الاستهلاك، خاصة في قطاع التجزئة والأغذية والسياحة. وقال ريجارت: "لا يزال الاستهلاك مشجعا، لكن الجميع ما زالوا حذرين للغاية ولا تزال هناك إجراءات وقائية". وأوضح أن المدن تتكيف أيضا مع الأمن المتزايدة، وقد استثمرت الحكومات المحلية أكثر من 100 مليون يوان لدعم اقتصادها الليلي، ومددت معظم الأعمال والخدمات ساعات العمل؟ إذا كان الاتجاه هو أي علامة مؤشرة فسوف يستمر الاقتصاد الليلي في المساهمة بنسبة كبيرة من الاقتصاد الوطني العام في عالم ما بعد الوباء.

مشاركة :