رام الله 14 مايو 2020 (شينخوا) حظي تطبيق فلسطيني أطلق حديثا لدعم الصحة النفسية برواج قياسي خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضتها أزمة مرض فيروس كورونا الجديد. ويعد تطبيق (توازن) أول تطبيق عربي للتأمل، ويقدم إرشادات للتأمل باللغة العربية لمساعدة المستخدمين على القيام بتمارين تشمل تدريبات التنفس، والتركيز الذهني، والاسترخاء قبل الذهاب للنوم. ورغم كثرة التطبيقات التي تنشط في مجال التأمل والتوازن إلا أنه لا يوجد تطبيق باللغة العربية يسهل وصول الآف الأشخاص ومساعدتهم في تخطي الأزمات النفسية. لذلك تم إطلاق تطبيق "توازن" باللغة العربية منذ ستة أشهر فقط، وهو تطبيق يقدم تأملات موجهة بمواضيع متعددة ولفئات عمرية مختلفة منها الأطفال. ويقوم المستخدمون للتطبيق بعد العثور على مكان هادئ اختيار التأمل الذي يرغبونه بدءا من التنفس إلى اليقظة الذهنية أو الاسترخاء قبل النوم. وتقول المديرة التنفيذية لتطبيق توازن سونا زعبي لوكالة أنباء (شينخوا)، إنهم استهدفوا دعم الصحة النفسية وتحقيق أثرا قيما على التغيير النفسي للأفضل من خلال جلب أفضل الطرق في العالم. ورغم إطلاق التطبيق قبل أزمة مرض فيروس كورنا الجديد بعدة أشهر تحت التجربة، إلا أن الإقبال عليه تضاعف إلى أكثر من 30 في المائة خلال الشهرين الماضيين. وتوضح زعبي (39 عاما) أنها درست هندسة كيميائية ولديها خلفية علمية تهتم بالأرقام والدراسات وكان من اللافت حجم الأبحاث العلمية التي تتحدث عن أهمية التأمل ويثبت أنه خمس دقائق يوميا يمكن أن تغيير النفسية عند الإنسان. وبدأ العمل لإطلاق التطبيق بفكرة ذاتية تقوم على استغلال الطاقة لدى جسم الإنسان من خلال الدمج بين علم النفس وعلم الدماغ وإعلاء الذكاء العاطفي لدى الإنسان. وتضيف الزعبي "يمكن للتأمل أن يكون له أثرا خلال أسابيع على الصحة النفسية للشخص بينما يمكن أن يزور طبيب نفسي لسنة أو أكثر ولا يشعر بالتحسن نتيجة التأمل". ويعمل في فريق توازن خمسة أشخاص بشكل يومي لتقديم محتوى ملائم لجميع الفئات العمرية، بينهم طبيب نفسي، ومدربي التأمل واليوغا المتخصصين ومصمم أيضا لعرض المحتوى بشكل مفيد للأشخاص. وتشير الزعبي إلى أن انتشار التطبيق في البداية كان مفاجأ للطاقم كونه عرض فقط على بضعة أشخاص لمتابعة ردودهم على التطبيق وإذا ما كانت هناك أية إشكاليات فنية فيه، الا أن التطبيق بدأ ينتشر بصورة كبيرة رغم عدم القيام بأي حملات دعائية له. وتوضح أن التطبيق بدأ يشهد عشرات آلاف التنزيلات بشكل مستمر بعد بدء عمله، إلا أن حجم التنزيل تضاعف أكثر بنحو 30 في المائة خلال الشهرين الماضيين خلال فترة الحجر المنزل الصحي. وتشير زعبي إلى أن ما ساهم في انتشار التطبيق هو وجود مساحة للأطفال بدرجة عالية موزعة على عدة فئات، حتى يكون كل محتوى متخصص بسن معين. ويخطط طاقم التطبيق إلى توسيع انتشاره بحيث يتم التركيز على نشره في دول الخليج فيما سيتم البدء العام المقبل بالترويج له في مصر. وساهمت اللغة العربية للتطبيق في استقطاب آلاف الأشخاص من العالم العربي وكذلك من العرب المغتربين. وتقول السيدة دارين خطاب الأم لطفلتين من شرق القدس لـ (شينخوا)، إن موضوع التطبيق جذبها لاهتمامها بالتأمل والاسترخاء من أجل الحصول على لحظات هدوء نفسي. وتضيف أن التطبيق لفت نظرها أكثر من أي شيء أخر بهذا المجال كونه أولا باللغة العربية وإمكانية استخدامه للأطفال. ويعرض التطبيق نتائج دراسات علمية تؤكد أن التأمل اليومي يعمل على تغيير الدماغ من ناحية الوعي وطريقة تعامله مع التوتر في غضون ثمانية أسابيع. وكان صندوق ابتكار الفلسطيني ومقره رام الله في الضفة الغربية أعلن عن الاستثمار في التطبيق من دون الإعلان عن القيمة المالية للاستثمار. ويقول حبيب حزان مدير عام صندوق ابتكار في بيان صدر عن الصندوق لمناسبة إطلاق التطبيق في بيان "نحن ندرك الحاجة إلى تأمل اليقظة، خاصة خلال هذه الأوقات العصيبة". ويضيف حزان "نستثمر في توازن لأننا نرى إمكانيات كبيرة في هذه الخدمة ونؤمن بقدرة الفريق على جعل رؤيتهم حقيقة"، متأملا أن يساهم التمويل في تطوير مزايا مهمة في التطبيق والتوسع إلى بقعة أكبر من المستخدمين في المنطقة./نهاية الخبر/