قال الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، إن الإرهاب "يستهدف الثورة ويستهدف حرية المواطن التونسي، كما يستهدف العملية الديمقراطية في تونس"، واصفًا الهجوم على فندق بسوسة بـ"العملية الإرهابية الأكثر إجرامًا ودموية"، مبرزًا أنه لا يمكن لعصابة شريرة أن تقضي على حضارة تونسية تعود لـ3 آلاف سنة". وأضاف الغنوشي، في ندوة صحفية نظمتها الحركة بمقرّها في العاصمة تونس هذا السبت، أن "الإسلام بريء من مثل هذه الأعمال الإرهابية ولا يتحمل أي مسؤولية في صنع الإرهابيين الذين نفذوا عملية سوسة وعمليات أخرى مشابه"، لافتًا إلى أن القرآن الكريم هو كتاب الإسلام، أما هؤلاء المتطرّفين، فكتابهم هو "إدارة التوحش". وزاد الغنوشي في الحديث أن هؤلاء الإرهابيين يرغبون في "تدمير الاقتصاد وفرص الاستثمار"، ويهدفون إلى "ضرب معنويات رجال الأمن والقوات المسلحة والمواطنين"، متحدثًا عن أن هناك "من يستفيد من مثل هذه العمليات في تونس"، وهم أولئك الذين "يخافون من الحرية في الداخل والخارج". كما نبّه الغنوشي إلى ما أسماه "الاستثمار في مصائب التونسيين"، قائلًا: "هذه الضربة الإرهابية لم يتلقها ذلك الفندق في سوسة لوحده، بل تلقتها كل قلوب التونسيين"، مناديًا الشعب التونسي بتوحيد صفوفه والوقوف خلف الجيش وقوات الأمن، فـ"المعركة مع الإرهاب تقتضي مجهودًا وطنيًا يلّم شمل الجميع". وللمساهمة في التقليل من النتائج الوخيمة للعملية الإرهابية على القطاع السياحي، دعا الغنوشي أعضاء حركة النهضة إلى إقامة اجتماعاتهم في الفنادق وإلى تنشيطها والنزول فيها، كما دعا رجال الأعمال إلى مواجهة الإرهاب عبر تنمية المناطق الداخلية، وتونسيي الخارج إلى قضاء عطلهم في الفنادق التونسية. وكان ثلاثة إرهابيين قد فتحوا النار يوم الجمعة على مجموعة من السياح في فندق بمدينة سوسة الساحلية، ممّا أودى بحياة 37 سائحًا، غالبيتهم من البريطانيين، وجرح أزيد من ثلاثين شخصًا.
مشاركة :