في ذكرى ميلاده.. تعرف على حكاية عمر الخيام

  • 5/15/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والفيلسوف الكبير عمر الخيام، الذي يذهب البعض إلى أنه من أصول عربية، وتخصص في الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، وهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط وهو صاحب الرباعيات المشهورة.ولد عمر الخيّام في 18 مايو 1048 في مدينة نيسابور التي كانت إحدى المدن الرائدة في خراسان خلال العصور الوسطى التي وصلت إلى ذروتها من الازدهار في القرن الحادي عشر في عهد الدولة السلجوقيّة، وكانت كذلك مركزًا رئيسيًّا للديانة الزرادشتية، يعتقد أن والد عمر الخيام كان من أتباع الديانة الزرادشتيّة الذين اعتنقوا فيما بعد دين الإسلام.أمضى الخيام طفولته في مدينة نيسابور،  وتمّ تقدير مواهبه من قبل أساتذته الأوائل الذين أرسلوه للدراسة عند أعظم معلّم في منطقة خراسان وهو الإمام موفّق نيسابوري، الذي كان يدرس أولاد النبلاء، وسافر عمر الخيام بعد دراسة العلوم والفلسفة والرياضيات وعلم الفلك في مدينة نيسابور، إلى مدينة بخارى في عام 1068، حيث كان يتردد إلى مكتبة الفلك المرموقة، وانتقل في عام 1070 إلى مدينة سمرقند، حيث كان يعمل "أبو طاهر" حاكم ورئيس القضاة في المدينة. كتب الخيام خلال عام 1070، أعماله الجبرية الأكثر شهرة، وأطروحته "رسالة في براهين الجبر والمقابلة" التي كانت مكرسة لمعلّمه القاضي أبو طاهر.ودخل الخيّام عندما أصبح في سن السادسة والعشرين عام 1073 في خدمة السلطان ملك شاه الأوّل مستشارا، فقد دعي إلى أصفهان من قبل الوزير نظام الملك عام 1076 بهدف الاستفادة منه في المكتبات ومراكز التعليم هناك، وبدأ في ذلك الوقت بدراسة أعمال عالم الرياضيات اليونانيّ إقليدس وأبولونيوس عن كثب، وشرع بناءً على طلب الوزير نظام الملك- في إنشاء مرصد فلكي في أصفهان، حيث قاد مجموعةً من العلماء لإجراء عمليات رصد فلكية دقيقة تهدف إلى مراجعة التقويم الفارسي، وأنهى في عام 1079 مع فريقه عمليات قياس طول السنة بدقة مذهلة، حيث عبروا عنها بـ 14 خانة.بعد وفاة مالك شاه ووزيره، فقدَ عمر التأييد الذي كان يضمنه من المحكمة، وسرعان ما انطلق نتيجةً لذلك في رحلة حجّ إلى مدينة مكّة، وكان أحد الدوافع الخفية المحتملة لذهابه إلى الحجّ التي أوردها القفطي، هو إظهار إيمانه للعامة بهدف تهدئة حالات الاشتباه حول اتباعه لمذهب الشك، وضحد مزاعم التهجم غير الأخلاقي الذي وجهه إليه رجل دين معاد،  وتمت دعوته بعد ذلك من قبل السلطان الجديد سنجار إلى مدينة مرو الشاهجان للعمل كمنجم للبلاط الملكي، وسمح له لاحقًا بالعودة إلى نيسابور بسبب تدهور حالته الصحية، وقيل أنه قد عاش حياته بعد عودته إلى مسقط رأسه في عزلة عن البشر.وكان عمر الخيام يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يواتيه الحظ الآخرين، وهذا ما كان فلما أصبح صديقه نظام الملك وزيرًا للسلطان ألب أرسلان ثم لحفيده ملكشاه، خصص له مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام من خزينة نيسابور، فضمن له العيش في رفاهية مما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة، وقد عاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند، وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء.وصار لعمر بن الخيام الوقت الكافي للتفكير بأمور وأسرار الحياة، بعد أن توفرت له أسباب المعيشة، وكان صديقهم الثالث هو الشاعر حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين، وهي طائفة إسماعيلية نزارية.واشتهر الشاعر بما يعرف رباعيات الخيام، وهي مقطوعة شعرية بالفارسية، مكونة من أربعة أبيات، يكون الشطر الثالث فيها مطلقا بينما الثلاثة الأخرى مقيدة. وكان في أوقات فراغه يتغنى برباعياته، وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن، ويرى البعض أنها لا تنادي إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد يكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التي تعرضت لها الرباعيات، زيادة على الإضافات، بعد أن ضاع أغلبها.ومن جهة أخرى هناك اختلاف حول كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهي قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام وقد أثبت ذلك المستشرق الروسي زوكوفسكي، فَرَدَّ 82 رباعية إلى أصحابها ولم يبق إلا القليل الذي لم يعرف له صاحب.

مشاركة :