تطرق تقرير مطول نشرته وسائل إعلام سعودية إلى أوحال "الجزيرة العربية" إبان تفشي "الإنفلونزا الإسبانية " في العالم عام 1918. ولفت تقرير بعنوان "تشابه مرعب رغم الفواريق.. 100 عام بين الإنفلونزا الإسبانية وكورونا"، إلى أن الجزيرة العربية قبل توحيدها على يد الملك عبد العزيز آل سعود، عانت من هذا الوباء، ولم تكن بمنجى منه "نظرا إلى موقعها الاستراتيجي، إذ ترد إليها وتخرج منها القوافل، ويفد إليها الحجاج من كل حدب وصوب". وأفاد التقرير بأن سائر أرجاء الجزيرة العربية عانت من وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، وعرف هذا التاريخ بـ "سنة الحمى"، بسبب ارتفاع درجة حرارة أبدان المصابين به. وفي هذا السياق، ذكر غايدو والتر ستاينبيرغ، الأكاديمي الألماني المهتم بالشؤون العربية، أن الإنفلونزا الإسبانية "أبادت قرى بأكملها في الجزيرة العربية. وكان الناس يعودون إلى بيوتهم ليجدوا أفرادها متوفين"، وروى أيضا أن السكان كانوا ينهمكون "طوال النهار في حفر القبور للموتى، ولا يتوقفون عن ذلك إلا لأداء الصلوات". كما رصدت مؤلفات أخرى أن السلطات في المنطقة آنذاك "اتبعت سياسة الحجر المنزلي، وإقامة مراكز عزل خارج المدن، وخارج أسوار الرياض". ونقل التقرير عن كتاب بعنوان "أطباء للمملكة: ما قامت به مستشفيات البعثة الأمريكية في المملكة العربية السعودية" لمؤلف يدعى بول أرميردينغ "أن الملك عبد العزيز قام بدور بارز في المعركة ضد الجائحة، باستدعائه أطباء أمريكيين إلى البلاد". واستشهد صاحب الكتاب، وفق التقرير، بشهادة أدلى بها رئيس البعثة الطبية الأمريكية حينها، الدكتور بول هاريسون، جاء فيها "أنه حين تم استدعاؤه لمقابلة الملك عبدالعزيز، أوضح له الملك الراحل أنه لم يطلب طبيبا ليعتني بصحته، أو صحة أفراد عائلته، وإنما يعتني بحاجة شعبه". وأبلغ الملك عبد العزيز هاريسون بأنه قام بتجهيز "منزل مجاور ليصبح مستشفى، وهو يريد أن يتم علاج أبناء شعبه في هذا المستشفى مجانا". المصدر: عكاظتابعوا RT على
مشاركة :