مات فرج فودة ولم تمت أفكاره. وقف الرجل العظيم بمفرده مقابل جحافل القسوة والطغيان والعنف باسم الدين. لم يتردد، ولو للحظة، في قول الحق الذي لم يستطع أعداؤه من المتطرفين إلا أن يحاولوا قمعه بقتله بوحشية فخلدت أفكاره. شمس فرج فودة وأمثاله من المصلحين لم ولن تنطفئ. نعم هم قتلوا جسدك يا شهيد القلم، ولكنهم لم ولن يقتلوا روحك الطاهرة التي تنبض حتى هذه اللحظات عبر الأثير وعبر شبكات الإنترنت لتعلن للعالم أجمع أن خفافيش الظلام لم تستطع قتلك يا فودة! سؤالي اليوم هو: ماذا لو أدرك العالم الإسلامي عظمتك قبل موتك وانتصر لفكرك؟ وماذا كان سيحدث لو لم يحاولوا قتل روح الحق النابضة في كلماتك؟ أقول لك يا شهيد الكلمة ماذا كان سيحدث... ـ كان العالم الإسلامي ليكون اليوم بلا إرهاب، وكان الملايين من الناس ستنعم بالسياحة العالمية قادمة إلى أوطانهم فيختفي الفقر والعوز عند كثيرين. ـ ولم يكن تنظيم "داعش" ليولد من رحم الفكر المتطرف، ولم نكن لنرى أسواق النخاسة وبيع النساء في الأسواق يعود ليطل بصورته البشعة علينا في القرن الواحد والعشرين. فكر من قتلوك يترنح أمام ضربات العقل التي تفتك به كل لحظة وبلا شفقة عبر عالم الإنترنت، فيسقط تدريجيا أمامها فيكون مثل "هشيم المحتظر!" ـ ولم يكن الضابط الأردني "معاذ الكساسبة" ليموت حرقا بأيدي المتشددين الإسلاميين. ـ ولم تكن الكنائس لتنفجر وتترك وراءها ثكلى وأرامل ويتامى يتألمون للأبد لفراق أحبائهم. أقول لك يا شهيد الكلمة ماذا كان سيحدث أيضا لو اتبع العالم الإسلامي فكرك الرائع... ـ لم نكن لنرى ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو كراهية الإسلام والتي نشأت بعد جريمة الحادي عشر من سبتمبر وانتهت بتدمير العراق ودك أفغانستان. ـ ولم نكن لنرى إهانات يومية للإسلام وللرسول الذي صوره المتطرفون في كتبهم وكأنه زير نساء يجامع 9 منهن في ليلة واحدة كما روى البخاري. ـ ولم نكن لنرى اتهامات للرسول بأنه مصاب بشذوذ ممارسة الجنس مع الأطفال كما ذكرت كتب تراثهم أنه تزوج طفلة ودخل بها وهي بنت 9 سنين! ـ ولم نكن لنرى العالم يقول عن الإسلام إنه دين إرهاب بعدما قال لهم المتطرفون إن رسول الإسلام قال "عَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنْهَما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ" (مُتفق عليه). ـ ولم نكن لنرى العالم يقول عن رسول الإسلام إنه مجرم حرب يسترق النساء في الحروب لاغتصابهن كسبايا حرب كما روت لهم كتب التراث عنه في قصة صفية بنت يحيى وغيرها من سبايا الحرب كما جاء في القصة التالية في كتب التراث "أن كنانة بن الربيع (زوج السيدة صفية بنت حييّ) والذي كان من يهود بني النضير رفض أن يدل المسلمين على كنوز قومه فأمر الرسول الزبير بن العوام ليعذبه حتى يدل المسلمين على مكان الكنز ولما أصر على عدم الاعتراف دفع به الرسول إلى محمد بن مسلمة فقطع عنقه ثم بعد ذلك قام عليه السلام بسبي امرأته صفية بنت حييّ وتزوجها في مقابل إطلاق سراحها!". لو انتصرت أفكارك يا شهيد الكلمة وينبوع الحق لكان الآلاف من ضحايا الإرهاب يعيشون بين أحبائهم حتى يومنا هذا! ـ ولم نكن لنرى العالم يقول عن الرسول الكريم إنه سفاح يفتك بمن يخالفه الرأي، كما ذكروا لهم في تراثهم المظلم الذي قال إن رسول الإسلام قتل امرأة عجوزا اسمها أم قرفة بصورة وحشية، لا لشيء إلا لأنها قالت شعرا تهجوه فيه، فكما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد: "عمد قيس بْن المحسر إلى أم قرفة، وهي عجوز كبيرة، فقلتها قتلا عنيفا: ربط بين رجليها حبلا ثُمَّ ربطها بين بعيرين ثُمَّ زجرهما فذهبا فقطعاها". لو انتصرت أفكارك يا شهيد الكلمة وينبوع الحق لكان الآلاف من ضحايا الإرهاب يعيشون بين أحبائهم حتى يومنا هذا! كل هذا كان سيحدث لو سمع العالم الإسلامي كلامك يا فرج فودة! لله درك يا فرج فودة فأنا أكاد أراك الآن تبتسم وأنت ترى أن فكر من قتلوك يترنح أمام ضربات العقل التي تفتك به كل لحظة وبلا شفقة عبر عالم الإنترنت، فيسقط تدريجيا أمامها فيكون مثل "هشيم المحتظر!". أعرف أن كثيرين تكلموا عن وهاجموا المدعو "أحمد الرافعي" والذي حاول إهانتك وأنت لا تملك حق الرد عليه، ولكني لم أتكلم عنه في هذه الرسالة لأنه أقل من أن يذكر بجانبك يا شعلة الحق الخالدة: فرج فودة
مشاركة :