* تكتظ بلادنا بالمعالم التاريخية والإسلامية، وخاصة الحرمين الشريفين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، و(غار حراء) أحد هذه المعالم، وهو الغار الذي كان يختلي فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل في كل عام، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي صلى الله عليه وسلم..* قبل أيام شاهدت البرنامج الاستطلاعي الجميل (هدفًا ومعنى) على خطى العرب إعداد وتقديم الأستاذ الدكتور عيد اليحيى في رحلته (الرابعة)، وكانت عن (غار حراء) أو جبل النور، ذلك المعلم الإسلامي العظيم، المكان الذي نزل جبريل بالوحي فيه لأول مرة على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنه انطلقت الدعوة، وبُلّغت الرسالة لأصقاع العالم.* وخلال الرحلة صعد د. اليحيى إلى الفجوة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتخذها مجلساً وخلوة لتعبُّده، وبيَّن سعادته مشقة الطريق ووعورته صعوداً ونزولاً إلى تلك الفجوة من الجبل الشاهق في علوه وارتفاعه.* وفي ختام رحلته لهذا المعلم الإسلامي الهام، طلب من الجهات المعنية العناية به من حيث النظافة وإيجاد السبل التقنية التي تؤهله لاستقبال الزوار والسياح، لأن حالته الحالية لا تتفق ومكانته كمعلم تاريخي له مكانته تاريخًا وشهرة.* وبدوري أضم صوتي إلى صوت الدكتور عيد اليحيى فيما أشار إليه من ملاحظات واقتراحات حول هذا المعلم التاريخي الأثير وضرورة العناية به تأهيلاً وسياحة..* وأذكر أنني قبل بضع سنوات كتبت مقالاً نشر في صفحة الرسالة بهذه الجريدة، طلبت فيه من الجهات المعنية إيجاد وسيلة تقنية تتمثل في تأسيس «تلفريك» أو سيور كهربائية متحركة كالموجودة في المطارات لخدمة الصعود والنزول لهذا المعلم بإشراف إدارة متخصصة تتولى مسؤولية تشغيل هذا الطريق مقابل رسوم ميسرة على كل فرد تنفق في حراسته وصيانته بإشراف الجهة المعنية.. وأيَّدني في هذا المطلب العديد من الزملاء والقراء، لأهمية هذا المعلم والحاجة إلى تأهيله للزوار والسياح إلا أنه لم يلقَ حتى الآن تجاوباً من الجهة المختصة.* وكانت هيئة السياحة والتراث الوطني التي كان يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز قد أبدت في أوقات سابقة اهتمامًا بدراسة وضع هذه الأماكن وتأهيلها للزوار والسياح والمصطافين، ومن ضمنها (غار حراء) وما يماثله من المعالم الإسلامية الأخرى (كجبل الهجرة) و(جبل ثور) و(جبلي ثبير) وغيرها من المعالم الهامة الأخرى.وقد سبق أن استمعت عبر لقاء تلفزيوني إلى أحد المسؤولين بهيئة السياحة، قبل بضعة أشهر وتضمن أن هناك دراسة جادة لتحسين وتأهيل (غار حراء) لسهولة الصعود إليه والعودة منه في يسر وسهولة وربما يتم ذلك قريبًا إن شاء الله.* ولأن هيئة التراث جاءت ضمن الاحدى عشرة هيئة التي وافق مجلس الوزراء الموقر على إنشائها مؤخراً لتدير القطاع الثقافي في المملكة، والتي يرأس مجالس إداراتها سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود..فإننا على ثقة تامة من حرص سموه على إيجاد آلية تقنية تسهل وصول الزوار والسياح للمعالم الإسلامية التي تكتظ بها بلادنا.. وفي طليعتها (غار حراء) منزل الوحي ومنطلق تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلى أصقاع العالم بالنور والهداية.
مشاركة :