أنقرة ـ أ ف ب : أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استيائه حيال تقدم القوات الكردية في شمال سوريا مؤكدا أن تركيا لن تسمح مطلقا بإقامة دولة للأكراد في جارتها الجنوبية. وقال الرئيس الإسلامي المحافظ خلال مأدبة إفطار مساء أول أمس "أتوجه الى المجتمع الدولي مهما كان الثمن، لن نسمح مطلقا بإقامة دولة جديدة على حدودنا الجنوبية في شمال سوريا". واتهم أردوغان القوات الكردية التي طردت تنظيم داعش من مناطق عدة مجاورة للحدود مع بلاده بأنها تريد "تغيير التركيبة الديموغرافية" في المناطق التي سيطرت عليها، كما نقلت عنه وسائل الإعلام التركية. وكان الرئيس التركي يشير الى السكان العرب والتركمان في هذه المناطق. وقد شن التنظيم المتطرف هجوما مباغتا الخميس على كوباني أوقع أكثر من 170 قتيلا، لكن القوات الكردية نجحت في طرد عناصره من المدينة صباح أمس، بحسب ناشطين. ونفى أردوغان مجددا أي ليونة تركية حيال الجهاديين قائلا إن "اتهام تركيا بإقامة صلات مع أي منظمة إرهابية محض افتراء كبير". وتقيم وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل الجهاديين في شمال سوريا علاقات مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة "إرهابية". ويشكل احتمال إقامة منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا خاضعة لحزب العمال الكردستاني مصدر قلق كبير لتركيا التي تخشى أن يتأثر أكرادها بذلك فضلا عن أن هذه المنطقة ستكون مجاورة لإقليم كردستان العراق. إلا أن صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي (أبرز الأحزاب الكردية في سوريا ووحدات حماية الشعب ذراعه المسلحة) استبعد قيام دولة للأكراد في سوريا. وصرح مسلم لصحيفة حرييت التركية أول أمس "ليس لدينا مشروع كهذا". من جهتها، ذكرت الصحف أمس أن أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو طلبا خلال اجتماع أمني مطلع الاسبوع في أنقرة من رئاسة الأركان التدخل في سوريا. لكن الجنرال نجدت اوزيل الذي لا يميل الى الدخول في حرب طلب أن يكون الأمر مكتوبا من المسؤولين المدنيين. يذكر أن الحكومة التركية ما تزال بانتظار أن تتشكل بعد انتخابات السابع من الشهر الحالي التي خسر فيها الحزب الإسلامي المحافظ الغالبية المطلقة في البرلمان. وكتبت صحيفة حرييت إن ما لا يقل عن 12 ألف جندي جاهزون للتدخل في سوريا لإقامة "منطقة أمنية" بغرض حماية الحدود التركية من تهديدات الجهاديين.
مشاركة :