دمشق ـ أ ف ب: نجح الأكراد أمس في طرد تنظيم داعش من كوباني في شمال سوريا، واستعادوا السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية مع تركيا حيث قتل في 48 ساعة على أيدي الجهاديين أكثر من مئتي مدني بينهم نساء وأطفال. وشن داعش هجوما مفاجئا فجر الخميس على كوباني (عين العرب) التي تمكن من دخولها بعد أن تنكر عناصره بلباس وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في أبنية عدة في نواح مختلفة من المدينة، متخذا من السكان "دروعا بشرية" و"رهائن"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم تدريجا، ثم نجحت في تحرير عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم، قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم أمس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم داعش في كوباني"، وذلك بعد "دخول ثانوية البنين في جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم". وأوضح الصحافي رودي محمد أمين "عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب". وأشار المرصد الى أن "مقاتلي الوحدات وقوات الأسايش (الشرطة الكردية) يقومون بتمشيط المدينة بحثا عن عناصر قد يكونون فروا أو اختبأوا". وتعرض التنظيم الجهادي للهزيمة الأسوأ في سوريا على أيدي الأكراد عندما انسحب من مدينة كوباني في يناير بعد احتلال أجزاء واسعة منها إثر أربعة أشهر من المعارك. إلا أن المعركة الأخيرة ارتدت طابعا مختلفا. فقد رأى خبراء وناشطون منذ بداية الهجوم أن هدف التنظيم ليس السيطرة على كوباني إنما الرد و"تحويل الأنظار" عن خسائره الأخيرة في مواجهة الأكراد وكان آخرها مدينة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال)، أبرز معاقله، عبر استهداف المدنيين وإثارة اهتمام الرأي العام. وقال عبد الرحمن أمس "لا يمكن اعتبار هذه العملية الأخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لأن التنظيم نفذ ما قصد كوباني من أجله، وهو ارتكاب المجازر. لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعد أن ارتكب مجزرة فظيعة". وبحسب المرصد، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم تنظيم داعش في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث أمس. وذكر عبد الرحمن أن "عملية انتشال الجثث مستمرة". وأضاف "تبين من التعرف على الجثث أن هناك عائلات بكاملها قتلت،وأوقعت معارك اليومين الماضيين في كوباني ومحيطها 54 قتيلا بين الجهاديين، قضى بعضهم في تفجيرات انتحارية، و16 قتيلا بين المقاتلين الأكراد، وفي الوقت الذي كان الأكراد يحسمون معركة كوباني، كان الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية الذي يدعم منذ أشهر الأكراد في معاركهم ضد داعش ، ينفذ غارات مكثفة في الريف الجنوبي لكوباني، مستهدفا تجمعات للتنظيم ، ما أدى الى مقتل 18 مسلحا ، و في شمال شرق البلاد، تتواصل المعارك بين القوات النظامية وداعش الذي يحاول السيطرة على مدينة الحسكة. ودفعت المعارك أكثر من 120 ألفا من سكان المدينة الى النزوح، بحسب ما ذكر بيان لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة . وذكر المرصد أمس أن مقاتلين أكرادا انضموا الى القتال الى جانب قوات النظام التي يتقاسمون معها السيطرة على المدينة. ويحاول تنظيم داعش منذ شهر السيطرة على الحسكة،والتي يبلغ عدد سكانها نحو أربعمئة ألف شخص.وفي الجنوب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة أخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الأكبر منها. وأفاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة وجبهة النصرة هجوما على المدينة الخميس الى 91 هم ستون من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة و18 عنصرا من قوات النظام و11 مدنيا.
مشاركة :