يمتد ميزاب الكعبة المشرفة – وهو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية – نحو الحِجْر، وهو المصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة. وكانت قريش أول من وضعت ميزابا للكعبة المشرفة حين بنتها وجعلت لها سقفًا، وطوله 258 سم، وهو داخل في جدار الكعبة وعرض بطنه 26 سم، وارتفاع كل من جانبيه 23 سم، ودخوله في جدار السطح 58 سم . وشهد الميزاب عبر السنين عمليات تجديد وتطوير، وتم تلبيسه بالذهب كحال أجزاء الكعبة الأخرى، حيث صُنع الميزاب من الذهب الخالص، وهو مبطن من الداخل بالفضة الخالصة السميكة، فأحاط الذهب بالفضة من بطنه وجانبيه. وتجد أن أعلى الميزاب مفتوح لا غطاء عليه، وبين الذهب والفضة خشب سميك من جانبه وبطنه الأسفل، وهو على شكل المستطيل، على وجهه قطعة من الذهب الخالص ومدلاة متحركة إلى الأمام والخلف، وتُسمى اللسان والبرقع. وكُتب على جوانب الميزاب ولسانه تاريخ عمله وتجديده بخط الثلث الجميل، وهو قوي ومتين، وتم إصلاح المسامير التي هي من الفضة الخالصة، واستُبدل بالخشب خشب قوي جديد، حيث قام بذلك الصائغ المكي الشيخ محمد نشار . يُذكر أن الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة استُبدل به آخر جديد أقوى وأمتن، وهو الموجود حاليا بنفس مواصفات الميزاب القديم، وذلك في عهد الملك فهد بن عبد العزيز .