يعالج «ديربي الرور» العريق بين بروسيا دورتموند وشالكه عند الساعة الخامسة والنصف بتوقيت الإمارات في الجولة 26 من الدوري الألماني لكرة القدم، مليارات المشجعين في الكرة الأرضية من حالة الاكتئاب بإعلانه عودة الحياة الكروية إلى أولى البطولات الأوروبية الكبرى بعدما توقفت في مارس الماضي بسبب تفشي وباء كورونا (كوفيد 19). وبعدما اعتاد الجمهور - في الظروف الطبيعية - استحواذ مباريات أوروبية أخرى على الأضواء بلقاءات ريال مدريد وبرشلونة، ليفربول مع مانشستر سيتي، ويوفنتوس مع إنتر ميلان، التي تحشد متابعات عالمية، فإن المعايير اختلفت تماماً في زمن «كورونا»، فلا مجال للتفريط في متابعة أي مباراة، إذ يتوق الجمهور فقط لرؤية كرة تدور في ملعب! ولكن قد يخفى على كثيرين قيمة موقعة بروسيا دورتموند وشالكه اليوم من الناحية التاريخية، والعداء الأزلي بين الغريمين، وما تحمله مواجهاتهما من إثارة وقصص شديدة الغرابة ظلت طي النسيان بمرحلة ما قبل كورونا التي انشغل فيها الجمهور بزحمة مباريات لفرق أكثر جاذبية. لماذا سمي ديربي الرور؟ أطلق عليه هذا الاسم نسبة لنهر الرور الذي يفصل بين مدينتي دورتموند وجيلسنكيرشن، التي دارت بينهما حرب اقتصادية في العشرينات من القرن الماضي، حيث يعمل سكان دورتموند بالمعادن والفولاذ، وشالكه بمناجم الفحم، وبحسب رواية دورتموند فإن سكان شالكه يعتبرون ناديهم «ملكياً»، لأن الزعيم النازي أدولف هتلر كان أحد أنصار الفريق الأزرق، وقد أعدم بعض العاملين بنادي بوروسيا دورتموند لتوزيع منشورات ضده. قصص غريبة.. كلب وأسد من أغرب القصص التاريخية في مواجهات الفريقين، أنه في عام 1966 تدخلت الشرطة لفض اشتباكات مشجعين نزلوا أرض الملعب، ليفاجأ المراقبون بأحد الكلاب البوليسية يهاجم لاعباً من شالكه ويعضه من ساقه، لكن من خلال التحقيقات تبين أنها عملية مدبرة من مشجع دورتموند الذي تنكر بزي شرطي ليهاجم اللاعب! والأغرب كان رد رئيس شالكه في مباراة الإياب للعام نفسه حين استأجر أسداً من حديقة الحيوانات ودار به في الملعب قبل اللقاء لتهديد جمهور دورتموند،ومن بعدها منعت ألمانيا دخول الحيوانات إلى الملاعب. مواقف مشرّفة رغم العداء على الرغم من العداء التاريخي بين جمهور الناديين أخذت إدارة الناديين التصرف بود واحترافية، إذ إن دورتموند في أغلب الأوقات لديه مشكلات مالية لكنه فوجئ بإدارة شالكه خلال التسعينات تقدم له الدعم المالي. موسم استثنائي.. واحتفال جماعي شهد موسم 1996 - 1997 سيطرة الفريقين على أورربا، حيث فاز شالكه بكأس الدوري الأوروبي على حساب انتر ميلان، وبعدها بأسبوع فقط توج دورتموند بلقب أبطال أوروبا، والمفارقة أنهما احتفلا معاً في كلا المدينتين في واحد من أكبر الاحتفالات في تاريخ الكرة. أحداث للتاريخ.. وهدف ليمان شهد «ديربي الرور» في عام 1997 أول هدف يسجله حارس مرمى بتاريخ الدوري الألماني كان برأس حارس شالكه يانس ليمان، مدركاً التعادل 2-2 بمرمى دورتموند في الوقت بدل الضائع. ويسجل التاريخ أيضاً قمة الفريقين عام 2017 التي اعتبرت الأقوى في «البوندسليغا» حتى الآن، وانتهت بالتعادل 4-4، إذ كان دورتموند متقدماً برباعية نظيفة قبل أن يعادله شالكة. ومن المفارقات أيضاً أن دورتموند ظل يخسر من شالكه في الفترة من 1925 الى 1943، قبل أن يكشر الفريق الأصفر عن أنيابه حيث خسر أول مواجهة مع إطلاق «البوندسليغا» عام 1963 وبعدها ظل يهزم غريمه تسع سنوات متتالية. موقف الفريقين بالدوري يحتل بروسيا دورتموند وصافة «البوندسليغا» برصيد 51 نقطة متأخراً بفارق أربع نقاط عن بايرن ميونيخ «المتصدر»، فيما يحتل شالكة المركز السادس (37 نقطة)، ويتبقى على نهاية مشوار البطولة تسع جولات. يذكر أن المباراة أكثر أهمية بالنسبة لدورتموند الذي يحتاج للفوز إذا أراد مواصلة البحث عن لقبه التاسع في الدوري، أما شالكه الغائب عن التتويج منذ 1958 فلايزال يبحث عن اللقب الثامن بتاريخه دون جدوى. مشجع دورتموند تنكر بزي شرطي وأطلق كلباً بوليسياً على لاعب شالكه. رئيس شالكه لفّ الملعب برفقة أسد ليرعب جمهور بروسيا دورتموند. مليارات المشاهدين متعطشون لمتابعة المباراة في ظرف تاريخي غير مسبوق. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :