الأمم المتحدة 14 مايو 2020 (شينخوا) قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، إن البشرية "غير مستعدة أبدا" لكوفيد-19، في وقت أشار فيه إلى أنه لا يوجد ما يكفي من التواضع أو الوحدة أو التضامن في العالم. وجمع غوتيريش في وقت سابق يوم الخميس رؤساء 31 كيانا في منظومة الأمم المتحدة في اجتماع افتراضي لمجلس الرؤساء التنفيذيين في منظومة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق، وهو منتدى التنسيق الأطول أمدا والأرفع مستوى ضمن منظومة الأمم المتحدة. وقدم الأمين العام، بوصفه رئيسا لمجلس الرؤساء التنفيذيين في منظومة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق، عرضا عاما عن حالة العالم، حيث تطرق إلى مستقبل التعددية، بما يتجاوز الاستجابة الفورية لوباء كوفيد-19، فضلا عن المخاطر التي جلبتها الأزمة الحالية لحقوق الإنسان والحوكمة العالمية والأخلاقيات والتعاون الدولي. وذكر أن "ما هو واضح اليوم هو هشاشة البشرية والكوكب. مع كل التقدم العلمي، ما زلنا لا نعرف كيفية التعامل مع فيروس، نحن غير مستعدين أبدا. من الواضح أنه لا يوجد ما يكفي من التواضع أو الوحدة ولا يوجد تضامن كاف في العالم". ومع وضع ذلك في الاعتبار، لفت الأمين العام انتباه المجلس إلى موجزات سياسة الأمم المتحدة بشأن آثار كوفيد-19، التي صدرت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، باعتبارها تعزز الدور الأساسي للأمم المتحدة كمنصة عالمية. وحذر عضوا المجلس، ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، وكريستالينا جيورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من التداعيات الاقتصادية العالمية السلبية لكوفيد-19، حيث تتوقع البيانات الواردة سيناريوهات سلبية أكثر مما كانت عليه قبل أربعة أسابيع فقط، بما في ذلك ارتفاع مخاطر زيادة الفقر وعدم المساواة. وجدد مالباس التأكيد على الدعوة إلى وقف مؤقت لسداد الديون المستحقة على البلدان النامية وشدد على أهمية وجود تركيز بشري أثناء التعافي. وأوضح "نحن بحاجة إلى فتح الاقتصاد بطريقة يمكن للناس فيها أن يتجاوزوا الفقر". وفي حين أشارت جيورجييفا إلى المخاطر المختلفة المرتبطة بالوباء، فقد تطرقت أيضا إلى بعض الفرص مثل "القفز إلى عالم رقمي بعد الأزمة" والتركيز على القدرة على التكيف مع تغير المناخ منخفض الكربون. وإدراكا لضرورة التعافي الذي يركز على الإنسان، احتشد رؤساء المجلس وراء دعوة الأمين العام للعمل بشأن حقوق الإنسان وما يتصل بها من موجز سياسات بشأن "كوفيد-19 وحقوق الإنسان"، وأكدوا على أن الاستجابات، التي تحترم حقوق الإنسان وتشكلها، تؤدي إلى نتائج أفضل في التغلب على الوباء. ونظر أعضاء المجلس في التحديات التي تواجه تمويل استجابة كوفيد-19 مع مواكبة وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وانضموا إلى دعوة الأمين العام لدمج العمل المناخي الجريء في جميع جوانب التعافي الاقتصادي، بحيث تنخرط حزم التعافي في توفير فرص عمل خضراء وتدفع النمو المستدام. وركز المجلس أيضا على البيانات كأصل إستراتيجي للاسترشاد بها في عملية التعافي بعد الوباء. وتم تقديم "إستراتيجية بيانات الأمين العام للعمل من قبل الجميع وفي كل مكان: مع البصيرة والتأثير والنزاهة" كمرجع شامل للقيادة القائمة على البيانات. وعلاوة على ذلك، وافق الرؤساء على خريطة طريق على مستوى المنظومة لابتكار بيانات وإحصاءات الأمم المتحدة، وهو جهد جماعي طموح من قبل كبار الإحصائيين في منظومة الأمم المتحدة لابتكار بيانات الأمم المتحدة ومخرجاتها الإحصائية لدعم الدول الأعضاء والمجتمع الدولي. ومرددين دعوة الأمين العام لإعادة البناء بشكل أفضل من خلال اختيار سياسات واستثمارات وإجراءات تحمي الطبيعة ومحايدة كربونيا، رأى أعضاء المجلس الحاجة إلى تركيز أقوى على الطبيعة عبر منظومة الأمم المتحدة بأكملها وقرروا تطوير نهج مشترك لإدماج التنوع البيولوجي والحلول القائمة على الطبيعة من أجل التنمية المستدامة في سياسات الأمم المتحدة وتخطيط برامجها وتنفيذها. واعتبر المجلس أن من المسؤولية الجماعية لمنظومة الأمم المتحدة هي ضمان الاعتراف بعام 2020 باعتباره "عاما عظيما" للطبيعة يراعي فيها المجتمع الدولي التحذيرات الهائلة -- من التأثير المروع لوباء كوفيد-19 إلى الدمار الذي تسببت فيه حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم -- واغتنام الفرصة للعمل بحزم لإعادة ضبط علاقة الإنسانية بالطبيعة ووضع العالم على المسار الصحيح نحو مستقبل أكثر استدامة.
مشاركة :