نانتشانغ 15 مايو 2020 (شينخوا) "إن مدينة جينغدتشن من أكثر المدن الصينية تركيزا على الشباب المبدعين، ومن الصعب أن نجد مكان أفضل منها للسعي وراء الحلم"، هذا ما قاله يانغ رونغ قوانغ، شاب صيني عمره 30 عاما وهو من رواد الأعمال الشباب في مدينة جينغدتشن، التي تعرف بلقب "عاصمة الخزف"، بمقاطعة جيانغشي شرقي الصين. ويحب يانغ الثقافة والحرف اليدوية تأثرا بأسرته، وكان يدرس العمارة والتصميم الحضري كطالب زائر في جامعة كامبريدج. وقرر يانغ إطلاق أعماله الخاصة في عام 2016، حيث اختار جينغدتشن في الأخير وبعد مقارنة بين ثلاث مدن مماثلة. وقال يانغ: "إنها المدينة الأكثر انفتاحا، وتوجد فيها منصات تتيح للشباب فرص الابتكار وتربة خصبة لريادة الأعمال." وفي عام 2016، تعجب يانغ بشدة عندما زار سوقا إبداعية محلية في المدينة للمرة الأولى، وذكر: "يعرض ويبيع الطلاب الصينيون من مدارس الفنون والأجانب من أنحاء العالم أعمالهم هناك، وهم يشاركون المهارات التقليدية بينما يقبلون الابتكار والإبداع." وفي الأشهر الأولى بعد وصوله إلى جينغدتشن، قام يانغ بتعلم تقنيات صنع الخزف على يد حرفي محلي، وحينذاك بدأ يتعرف على المدينة جيدا. وقال يانغ: "اكتشفت تدريجيا أن جينغدتشن لا تفتقر إلى الحرفيين المهرة، وما تحتاج إليه هم من ينشرون ثقافة الخزف، ويروون القصص الخزفية بشكل جيد، ويستكشفون الأسواق المحتملة." وكشف يانغ أن الحرفيين يركزون جهودهم على تحسين التقنيات، بيد أن فهمهم واهتمامهم بطلب الزبائن غير كافيين نسبيا. ويريد يانغ استخدام احتياطي معرفته لنشر ثقافة الخزف وإظهار قيمة الخزف اليدوي المصنوع في جينغدتشن للأسواق. وبعد انتهائه من التعلم كمتدرب، بدأ يتعلم علوم التصوير الفوتوغرافي والكتابة الإعلامية والتسويق عبر وسائل الإعلام الجديدة. وفي نهاية عام 2017، شكل يانغ فريقا من 6 أشخاص، من بينهم محلي واحد، ومعظمهم دون الـ30 عاما من أعمارهم. في نظر يانغ، كانت إنتاجية منتجات الخزف التقليدية في جينغدتشن محدودة وأنواعها بسيطة نسبيا، فلم تحتج إلى الترويج والتسويق بشكل كبير. ومع ذلك، تزامنا مع تدفق رواد الأعمال الشباب، ظهر اتجاه الابتكار لصناعة الخزف اليدوي في جينغدتشن، وبدأت منتجات الخزف الإبداعية في جينغدتشن تتفوق في السوق عبر الإنترنت. وفي العام الماضي، قام فريق يانغ بتصميم خطة ترويجية لشركة خزف، حيث تركز الخطة على إظهار جمال ثقافة الخزف المندمجة مع الحياة، الأمر الذي جلب لفريق يانغ نتائج غير متوقعة. وأشار يانغ إلى أن مركز الأفكار الترويجية للخزف قد تحول من الجمال الشكلي إلى الاهتمام بالمحتوى الباطني، مضيفا: "لا نحتاج إلى صور جميلة للخزف فحسب، بل نحتاج إلى قصص ممتعة له أيضا." قال لي بينغ يان، الذي يعمل على تغليف وعرض منتجات الخزف: "ما تحتاج اليه جينغدتشن هو ليس كيفية صنع الخزف بشكل جيد فقط، بل كيفية عرضها على المزيد من الناس". وأشار لي، وعمره 26 عاما وكان يتعلم مهارة صنع الخزف من يانغ، إلى أن عمله يحتاج إلى الشباب البارعين في الوسائط المتعددة، مؤكدا أنه لا أحد في فريقه أكبر منه سنا وجميعهم ممتازون في إنتاج مقاطع الفيديو القصيرة والبث المباشر. وظل فريق يانغ وفريق لي يتعاونان مع شركة تشاو لي بشأن التغليف والترويج لمدة أكثر من سنتين. ومثل معظم المصممين الشباب في المدينة، ثابر تشاو البالغ من العمر 32 عاما، على التصميم الإبداعي المعتمد على الأفكار المبتكرة لمنتجات الخزف أثناء السنوات العشر الماضية. وقال تشاو: "نعيش في العصر الحديث، يجب أن نصنع منتجات خزفية تعكس خصائص العصر". أصبحت روح الإبداع مفتاح المدينة لجذب الشباب وتحفيز الحيوية لـ"عاصمة الخزف" القديمة. وأظهر الإحصاء أنه يوجد في جينغدتشن حاليا حوالي 30 ألف رائد أعمال، بما فيهم حوالي 5000 أجنبي. وبعد ما يحل الليل، تبدأ سوق "تاوشيتشوان" الإبداعية، وهو مجمع ثقافي وفني في المدينة، يزدهر ويزدحم، حيث يقوم بعض رواد الأعمال بصنع الخزف بينما يتفاعل البعض الآخر مع مستخدمي الإنترنت عبر البث المباشر من خلال الهواتف المحمولة. وفي الوقت نفسه، ينشغل نحو 500 مقدم بالبث المباشر لبيع منتجات الخزف المصنوعة محليا داخل قاعدة البث المباشر الشبكي التي تغطي مساحة 3000 متر مربع، وذلك لمساعدة الآلاف من التجار والحرفيين الخزفيين في عرض أعمالهم وبيعها. وقال يانغ: "تجد نفسك تنمو مع تنمية المدينة، وهذا شعور رائع".
مشاركة :