مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، يبحث الناس عن طرق كثيرة لقضاء الوقت والتقليل من تأثير الحرارة على جسم الإنسان. وتعد السباحة أحد أكثر الرياضات التي تنشط في فصل الصيف، ونظرا لأن إدارات المسابح في مختلف دول العالم تبحث حاليا إمكانية العودة لنشاطاتها، من المهم معرفة مدى خطورة ذلك في ظل انتشار وباء كورونا.هل السباحة آمنة؟ الجواب المبدئي، هو لا، حيث يبدو أن فرص الإصابة بفيروس كورونا في المسبح ضئيلة، لكنها مع ذلك ممكنة وتعتمد درجة خطورتها على عدة عوامل. يقول المهندس البيئي في جامعة بوردو إرنست بليتشلي لموقع "إنفيرس" إن "مخاطر انتقال المرض في المياه قليلة جدا، لكن المخاطر في محيط المسبح ليست صفرا لأننا لا نقضي كل وقتنا في الماء". ويضيف أن من الممكن أن تنتقل العدوى عن طريق عطاس شخص مصاب، أو عن طريق لمس الأسطح في غرفة تغيير الملابس أو الحمامات.  وينصح المهندس البيئي بالالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي حتى لو كان الشخص داخل المسبح. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منا، لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر بين الناس من خلال المياه في حمامات السباحة أو أحواض الاستحمام الساخنة أو المنتجعات الصحية أو مناطق اللعب المائية. ويعود السبب في ذلك إلى أن مادة الكلور والمطهرات الشائعة الأخرى التي تضاف لمياه المسابح، تقتل الفيروس خلال مدة أقصاها 30 دقيقة. ويقول عالم الفيروسات بجامعة أريزونا تشارلز جيربا إن الكلور "يقوم بعمل ممتاز في قتل البكتيريا والفيروسات، حتى تلك التي تكون أقوى من الفيروسات التاجية. ويؤكد خبراء أن التعرض لأشعة الشمس قد يجعل الأسطح حول حمامات السباحة الخارجية أقل خطورة مقارنة بحمامات السباحة الداخلية. وترجح دراسات أيضا أن تكون المياه المالحة أقل خطورة مقارنة بالمياه العذبة، لكن مع ذلك من غير المحتمل أن تكون السباحة في نهر أو بحيرة أو محيط مختلفة اختلافا جذريا من حيث المخاطر. بالمحصلة يقول الخبراء إن العامل الأهم في تحديد مدى خطورة انتقال العدوى من عدمه هو البشر أنفسهم. ويشير بليتشلي "لا يهم إن كنت تقف في الماء أو في مركز تجاري، لأن الهواء الذي تتنفسه هو الذي يؤثر، قد تكون بعض الأماكن أكثر أمانا لأنها تميل إلى أن تكون أقل ازدحاما". وفي نهاية المطاف، يقول موقع "إنفيرس" إن قرار السباحة من عدمها هو قرار شخصي يعتمد على مجموعة من العوامل، أهمها تتم في أماكن مفتوحة في الهواء الطلق، وغير مزدحمة، مع ضرورة الالتزام بالاحتياطات الرئيسية التي ينصح بها الخبراء والمتمثلة بممارسة التباعد الاجتماعي، وتجنب الأسطح الملوثة واستخدام مطهر اليدين وتجنب لمس الوجه.