«التاريخية» تضيء أمسيات رمضان بمصابيح الزمن الجميل

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

زهرة الزهراني.. شابة في الثانية والعشرين من عمرها، ارتسمت البهجة والسعادة على وجهها وهي تتجول في فعاليات رمضان جدة (كنا كدا) التراثي الذي يواصل فعاليته بحضور لافت من أهالي وزوار جدة، حيث بلغ عدد الزوار في أسبوعه الأول أكثر من 120 ألف زائر. زهرة عبرت عن شعورها بكل بساطة واختصرت الكلام في جملة (جداوية) واحدة بقولها أبغى أرجع أعيش زي أهل أول.. عيشة بسيطة، كررت العبارة وهي تتحدث عن انطباعها عن المهرجان بعبارة المهرجان حلو كتير. لم تكن زهرة إلا واحدة من آلاف الزائرين الذين حرصوا على زيارة المهرجان خلال هذا الشهر والذي يختتم في العشرين من رمضان، حيث يكتظ بالزوار من مختلف الشرائح. وشهد المهرجان حضورا أمنيا لتنظيم المهرجان وبمتابعة متواصلة من كافة الجهات الأمنية في حين تنفذ إدارة مرور جدة خطتها الخاصة بتنظيم المهرجان كونه يقع في منطقة مكتظة بالسكان ومقر رئيس للمراكز والأعمال التجارية في جدة فضلا عن قلة المواقف، ويتابع مدير مرور جدة اللواء وصل الله الحربي ميدانيا الحركة المرورية في منطقة المهرجان ويشرف على تواجد عدد كبير من الضباط والأفراد يتولون مهمة إنجاح حركة السير. حضور آمن كما تتواجد الجهات الأمنية بفعالية ويتابع العقيد عمر سلطان من شرطة جدة المهام الأمنية بمتابعة وإشراف من مدير الشرطة اللواء مسعود العدواني إضافة إلى ضباط من البحث الجنائي وآليات وضباط من المدني والهلال الأحمر فضلا عن بقية القطاعات ذات العلاقة في حين يتواجد مئات الجنود المجهولين ضمن فرق عمال منظمة بينها جهات إعلامية تعمل في المركز الإعلامي وأفراد من الكشافة والمتطوعين وعمد الأحياء في المنطقة. زمان ومكان ويعكس المهرجان لهفة وحب أهالي جدة لتراثهم وماضيهم فوجدوا الدفء في الحياة وهم يعيشون الماضي على أرض الواقع من خلال مشاهد تراثية ومنازل وسيارات الأجداد وطرق وأساليب الحياة التي اتسمت بالبساطة. وفي المقابل، أبدت راوية والتي زارت المهرجان في يومه الأخير اندهاشها من روعة المكان والزمان في الماضي لاسيما أنه كان شاهدا على عصر الآباء لكنها تمنت أن تكون قد عرفت بالمهرجان مبكرا لتكرر زيارتها للمهرجان، ويطالب محمد الصالح بمثل هذه المهرجانات على أن تكون بشكل منظم أكثر لاسيما أن الزحام الشديد الذي فاق التوقعات سلب البعض متعة مشاهدة الماضي عن قرب. وثمة مواطنات استثمرن مواقع في المهرجان لبيع المأكولات الشعبية، ونجح المهرجان في تسجيل نجاح التعريف بالمأكولات التراثية مثل الحلاوة التركية والماسية والحمرية وقهوة اللوز والمخللات بأنواعها وأنواع أخرى منوعة من المأكولات القديمة ذات الطابع الجداوي، وهي مأكولات تراثية أوشكت على الاندثار. وقال زياد العتيبي إن المهرجان أوجد تقاربا بين الأجيال وسمح للجيل الشاب بالاطلاع على تراثهم القديم الذي اتسم بالأصالة. بيت باعشن بيت باعشن الثقافي التراثي العريق سجل حضورا ثقافيا لافتا من خلال حوارات ومحاضرات وندوات يومية في ضيافة التشكيلية مها عبود باعشن إلى جانب العديد من بيوت جدة القديمة التي تشارك بفعالية في الفعاليات وأقدم برامج ثقافية واجتماعية منوعة. وأجمع عدد من الزوار على أن المهرجان يسجل نجاحا رغم حرارة ورطوبة الصيف التي تذوب في الفعاليات المنوعة في كرنفال تراثي عريق. ويؤكد منظمو الفعاليات أن جميع المقترحات ستؤخذ بعين الاعتبار مؤكدين استمرار تقييم التجربة من قبل لجان على مستوى عال للوقوف على انطباعات المشاركين والزوار والعمل على تلافي أي سلبيات وتطوير الأداء بشكل عام.

مشاركة :