أطباء «صحة»: الصحة النفسية السليمة أول الطرق لمواجهة «كورونا»

  • 5/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أطباء نفسيون في «صحة» أن الصحة النفسية السليمة أول الطرق لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»وقالوا، إن الحالة النفسية للإنسان من الدعائم المهمة لمواجهة الفيروس الذي انتشر في جميع دول العالم تقريباً، ومن أجل مواجهته تحتاج المجتمعات إلى حصانة نفسية كافية؛ لمواجهة القلق والخوف من المجهول الذي أصاب الناس جراء انتشاره السريع، والذي أجبرهم على التحصن في بيوتهم للنجاة من هذا الفيروس.وقال الدكتور غانم الحساني، نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية، استشاري الطب النفسي في مستشفى العين التابع لشركة «صحة»، إن الشعور بالتوتر وبعض القلق، أمر طبيعي في التعامل مع المواقف الحياتية الصعبة أو الشديدة، وذلك حتى يتخذ الإنسان الإجراءات المناسبة لحماية نفسه وغيره، مما يجعله يشعر بالأمن والأمان.وأوضح أن اتباع التعليمات الصحية للوقاية من انتقال العدوى هو السبيل الوحيد الذي يجعل الشخص يشعر بالأمان الحقيقي المبنى على الأخذ بالأسباب، خاصة أننا نعيش في دولة الإمارات التي تعد من الدول العشر الأولى عالمياً في القدرة والجاهزية للاستجابة لهذه الجائحة.وأضح أنه فيما يخص تقديم الدعم النفسي فقد وفرت الجهات الصحية في دولة الإمارات، بما فيها شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، خطاً ساخناً لتقديم الدعم المباشر للطواقم الصحية ولأفراد المجتمع، مما ساهم بشكل كبير في التقليل من الآثار النفسية السلبية الناجمة عن انتشار هذا الوباء.وأشار إلى أنه تم التعامل بكل حرفية مع حالات تعاني الوسواس القهري واضطرابات القلق والاكتئاب النفسي، مما عرضهم لضغوط شديدة، مما استدعى تقديم الإرشاد و الدعم النفسي و السلوكي؛ لمساعدتهم للتعامل مع مشاعر الخوف أو القلق، وتخطي هذه المرحلة للوصول إلى تقبل واستعداد نفسي للتعايش مع الأجواء الناجمة عن هذه الجائحة. ومن جانبها قالت الدكتورة فاطمة راشد المنصوري، استشاري طب نفسي في جناح العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، إن هناك عدة طرق لمواجهة الخوف الناجم عن انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهي تقبل الخوف الفسيولوجي الطبيعي، وعدم مقاومته أو الهروب منه، وتعلم آلية التعامل مع الخوف بالطريقة التي تناسب كل شخص، مثل ممارسة تمارين الاسترخاء.وعن تأثير الفيروس على الأسرة نفسياً وكيفية التعامل فيما بين أفراد الأسرة خلال هذه الفترة، أكدت المنصوري أن انتشار فيروس «كورونا» سبب ضغطاً كبيراً وغير مسبوق قد يؤدي إلى زيادة في العنف الزوجي والأسري لفظياً وجسدياً، إن لم يسارعوا بمعالجته، فهدوء الوالدين ينعكس على أطفالهم، وعليهما شرح حقيقة ما يجري والإجراءات الاحترازية بعبارات يسهل فهمها، ومراعاة مشاعر الأبناء، مع الحرص على بث الأمل والتفاؤل.وأشارت إلى أن على الأسرة التقليل من آثار التباعد الجسدي والوحدة بالتواصل التكنولوجي، والتركيز على جوانب قوتهم في مواجهة التحدي، والتركيز على أنه مؤقت وسيزول.وقالت الدكتورة فاطمة، إن الشعور بالحزن والقلق أمر طبيعي وفيسيولوجي؛ إذ يعد الجسم نفسه للمواجهة أو الهرب ذهنياً بالخوف، وتقوم هرمونات الجسم بمده بما يحتاج إليه من طاقة وضخ المزيد من الدم وارتفاع ضغط وزيادة ضربات القلب وتوسعة وتضييق الأوعية الدموية، فاستمرارية ردة الفعل هذه بالخوف لفترة طويلة قد يتعب الجسم بدنياً وذهنياً؛ لذلك فمن المعروف أن التعامل مع الأوبئة ومنذ القدم يكون بالتباعد الجسدي ومهارة التعامل مع الخوف. وعن التقليل من الخوف والفزع والحزن لدى من أصيبوا بالفيروس وعن أهلهم قالت: يمكن التقليل من الخوف والحزن لمن أصيبوا بالفيروس بالاستماع لمخاوفهم، والسماح لهم بالتعبير عنها، والتواصل المستمر معهم؛ لإشعارهم بالدعم، وتقليل الوحدة، والتركيز على أهمية استمرار الروتين اليومي. أما الدكتورة مريم سلطان العلي، أخصائية علاج نفسي في مستشفى العين التابع لشركة «صحة» فقالت لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، أكثر الناس شعوراً بالأمان؛ لأن لديهم قناعة كبيرة وثقة في أن دولة الإمارات حريصة على سلامة أفراد المجتمع، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في جميع الظروف.وأضافت أن الكثير من المرضى كانوا بحاجة لمن يستمع لهم، ويتيح لهم الفرصة للحديث، ومن خلال الاستماع لهم والحوار معهم تبين أن لديهم معلومات مغلوطة عن فيروس «كورونا»، ومن هؤلاء أحد الآسيوين الذي كان في بلده ويتناول علاجاً محلياً، وتواصل أبناؤه المقيمون في الإمارات معنا، وتحدثنا مع المريض الذي كان مرعوباً جداً ويعتقد أنه سوف يموت، لكن بحمد الله ومن خلال ربطه مع أحد الأطباء النفسيين تمكنا من تبديد الخوف والرعب الذي كان لديه، وأوضحنا له الحقائق عن المرض، وقدمنا له التوجيهات للتعامل مع حالته إلى أن تحسّن وشفاه الله.

مشاركة :