بين (إبريق) الشاهي، و(ناعم العود)

  • 8/13/2015
  • 10:04
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هناك مواقف وحوادث تمر على كل الناس بعضها يتداول ويحكى، والكثير منها لا يلتفت إليه وينسى مع الأيام، إما بداعي الخوف، أو بالستر على عباد الله، أو بالانشغال بمعارك الحياة طلبا للرزق.وحيث إنني للأسف جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، فلدي أيضا حصيلة لا بأس بها من تلك المواقف والحوادث التي أصبح أغلبها من الذكريات، لهذا أستفيد وألجأ وأستعين ببعضها لدعم بعض مقالاتي، وهذا حق مشروع طالما أن ما أحكيه أو أطرحه كنت طرفا فيه أو شاهدا عليه.وأعترف أنني أحيانا قد أزيد وأشذب وأبهـر بعض الروايات لكي تتوافق مع مزاج الرقيب، ويسمح بنشرها في الجريدة – وهذه من مصائب ونكبات أي كاتب في العالم العربي –..ولكن تدرون، الحمد لله أن الباب لم ينفتح على الجرار، وإلا كانت (علوم) – وأي علوم –..فبالنسبة لي على سبيل المثال لدي (ستوك) من الذكريات التي قد لا يندى لها الجبين بطبيعة الحال، ولكن بعضها على الأقل قد أستحق عليها شيئا من التأديب العنيف.لهذا أحاذر على الدوام أن لا أطرح في كتاباتي سوى (5%) مما في جعبتي من الذكريات البسيطة، أما ما عداها من الـ (95%) فسوف تدفن معي، والله سبحانه وسعت رحمته كل العباد على مختلف مشاربهـم، وإن شاء الله أكون من ضمنهـم، أو على الأقل في معيتهـم.البياخة في الموضوع أن تلك الذكريات البسيطة ليس فيها حرارة وديناميكية وإثارة الذكريات الثقيلة الوزن، لهذا فاعذروني لأن (الجود من الموجود) المتاح.***هناك بقالة قريبة من بيتي، وبحكم أنني أتردد عليها بين الحين والآخر، لهذا نشأت بيني وبين صاحبها ما يشبه الالفة، ومن ضمن المواقف التي مرت عليه وحكاها لي أنه قال:إن زبونة أتت لي بالأمس، واشترت كيلو من القهـوة المحمصة غير المطحونة، وكيلو من البسلة المجففة، وطلبت مني أن أخلطهما مع بعضهما جيدا، وعندما استفسرت متعجبا من هذا الطلب، ضحكت بوجهي قائلة: إن لدي أربعة أطفال أشقياء، وغدا يوم عطلة، ولكي أشغلهم عن تصديع رأسي، سأعطي كل واحد منهم جزءا من المخلوط، وأطلب منه أن يفصل حبات البن عن حبات البسلة.فقلت له: إن تلك المرأة تستحق أن تتبوأ عن جدارة مركز أمين عام مجلس (جامعة الدول العربية).***سمعت هذا الحوار (الرومانتيكي) بين زوجين:قال الزوج وهو يحاول أن يخفف دمه: انتن يالحريم الواحدة منكن شكلها قبل الزواج رشيقة ومخصورة مثل (دلة) القهوة العربية، وبعد الزواج تصير بقدرة قادر مثل (ابريق) الشاهي.وأعجبني رد زوجته عليه عندما قالت: ما عليك زود يا (ناعم العود) – انتهى الحوار.- وعلى فكرة، فذلك الزوج كان شكله ليس مثل الإبريق لا سمح الله، ولكنه بدون مبالغة مثل شكل (القدر) الضخم الذي يطبخون فيه خروفا كاملا، ويقول: هل من مزيد ؟!-.وأصدقكم القول: إنه لو كان لي من الأمر شيء، لوضعت ذلك الرجل بمقعدته فوق النار، بدلا من القدر..

مشاركة :