تصدّى الرئيس الأميركي باراك أوباما، للعنصرية والأسلحة النارية في كلمة مؤثرة، ألقاها خلال تأبين الضحايا التسع للهجوم الدموي الذي ارتكبه متطرف أبيض يُدعى ديلان روف، قتل بالرصاص 9 سود داخل كنيسة بروتستانتية في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية في 17 الشهر الجاري. وختم الرئيس كلمته بترتيلة «أميزينغ غرايس» التي ردّدها معه آلاف الحاضرين. وحذر أوباما في كلمته بجامعة تشارلستون، حيث حضر عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون المرشّحة للانتخابات الرئاسية في 2016، الشعب الأميركي من «الاحتماء وراء الصمت» بعد مجزرة تشارلستون، ودعاهم الى عدم «التهرّب من الوقائع التي تثير القلق»، مشيداً بالقس القتيل كليمنتا بينكني، «الرجل الذي كان يؤمن بأيام أفضل». وتابع: «أظهرت لنا هذه المأساة الرهيبة الى أي مدى كنا غافلين، إذ تجاهلنا طويلاً الفوضى التي تتسبّب بها الأسلحة النارية في بلدنا، وكيف يواصل ظلم الماضي رسم معالم الحاضر». وسبق أن ألقى أوباما كلمة في ظروف مماثلة، بعد مجزرة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت عام 2012، والتي قُتل فيها 20 طفلاً، فردّد أسماء الأطفال القتلى داعياً أميركا الى التغيير من أجل «وضع حدّ لهذه المآسي». وبعد أربعة أشهر، رفض مجلس الشيوخ الإصلاح الذي دعا إليه أوباما، والذي هدف الى فرض التثبّت إلزامياً من أي سوابق قضائية أو سوابق أمراض نفسية لأي شخص قبل بيعه أسلحة. الى ذلك، أشار أوباما الى الفقر في بعض احياء السود، وانعدام المساواة في القضاء أو القيود على حق الاقتراع في بعض الولايات، ودعا الى عدم الاكتفاء بـ «المبادرات الرمزية». كما تحدّث عن «الألم العميق» الذي يثيره علم الكونفيديرالية لدى قسم كبير من الأميركيين، إذ يعتبر هذا العلم بنجومه الـ13 الحمراء والبيضاء والزرقاء، رمزاً لإرث الجنوب بالنسبة الى مؤيديه، والى العنصرية والعبودية ونظرية تفوّق العرق الأبيض بالنسبة الى معارضيه. وتابع: «لم يكن هذا العلم السبب وراء الهجوم، لكن يجب الإقرار بأنه رمز لقمع منهجي بالنسبة الى كثر». وبعد الكلمة، التقى أوباما أسر الضحايا التسع للهجوم، فيما قال أسقف الكنيسة الميثودية الأفريقية جون بريان: «أراد منفّذ الهجوم إثارة حرب عنصرية، لكنه اختار المكان الخاطئ». وكتبت مالانا، الابنة الصغرى للقس بينكني في برنامج مراسم التأبين: «والدي العزيز، أعلم أنك تعرّضت للقتل في الكنيسة، وأنك الآن في الجنة. أحبك». وقالت ماري لي (56 سنة): «حصلت أمور كثيرة منذ المأساة»، مشيدة بقرار حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي، إزالة علم الكونفيديرالية من على مبنى البرلمان المحلّي، باعتباره «سيكون له تأثير في النفوس».
مشاركة :