الدكتور طلال بن سليمان الحربي لعل قرار إدارة الفيس بوك بتعيين الإرهابية المتطرفة توكل كرمان كأحد أعضاء لجنة التحكيم على المحتوى لديها، اخذ حيزًا كبيرا لدى القراء والمعلقين أكثر منه لدى المنغمسين والمتفاعلين على منصات الفيس بوك أنفسهم، ونعم الامر بعمومه يثير الاشمئزاز والسخرية في ان واحد، فتطبيق كلمة حكماء وتوكل كرمان امر مستحيل حدوثه، ليس في شخص توكل نفسها بل فيما تمثله وفيمن تمثلهم، لكن ولأننا جازمين نعلم ان الحكمة في منهاج من على شاكلتها انما تخطيط شيطاني وخبث انساني، فلا بد ان نكون نحن الأقرب الى موضوع الحكمة منها.> عدة أمور تداخلت في ساحة تفكيري حول هذا الامر، أولها ان إدارة الفيس بوك ليست ساذجة او جاهلة كي تضم لها اسم كتوكل كرمان وتعادي بذلك شعوب إسلامية وعربية واسعة وتمثل أساس عمل ونجاح الفيس بوك، الا اذا كانت السياسة المتبعة في حكماء الفيس بوك مختلفة عما نتصوره نحن، وان الفكرة ليست كما نظن ونعتقد من ان توكل كرمان ستراقب المحتوى وتجيز وترفض وتحذف وتحظر، لان توكل ليست وحدها بل هي عضو من مجموعة أعضاء بالتأكيد حول العالم وفي منطقتنا، ولهذا فان تصدر توكل لهذا المشهد انما هو عمل اعلامي من الجزيرة وتركيا( رغم اننا بدانا نلمس بوادر صراع بين اعلامي قطر وتركيا مؤخرا نتمنى ان يزيد ويتسع).> الامر الاخر هو لماذا توكل كرمان دون غيرها؟ ولعل الامر برمته كان بناء على طلب تقدمت به كرمان أساسا للفيس بوك، مقابل دخل مالي بالتأكيد، ونجحت في الاختبارات وفق المعايير المتبعة لدى الفيس بوك، قد يكون أحد هذه المعايير سؤال: هل تستطيع كأحد حكماء الفيس بوك ان تعرف ما اذا كان النص المكتوب يمثل تحريضا على العنف والكراهية واثارة الفتن والتحفيز على الإرهاب والتسهيل له ونشر الفكر المتطرف بين الناس؟ وهنا اجزم ان الجواب من كرمان كان: نعم أستطيع، بل وأستطيع معرفة الأشخاص واسمائهم الحقيقية وأسماء تنظيماتهم وأسماء امهاتهم.> إذا فعلا لعل كرمان هي الطالب المشاغب الذي يوضع مراقبا في الصف المدرسي، وبالتأكيد ليس هنالك شيء مجانا لدى كرمان، وان هذا الامر مقابل مكافأة او راتب، ولكن لا يمنع تخفيفي من حدة الامر بان أتصور أيضا ان هنالك جهات داعمة مثل تركيا وإيران وقطر وبين قوسين هيلاري كلينتون قد ساهمت في ضم كرمان لهذا المجلس من الحكماء، وهنا يأتي السؤال الأهم: كم عدد هؤلاء الحكماء ومن هم؟ لعل هنالك الكثير من توكل كرمان ولكننا لا نعلم، ولعل الامر ليس في منطقتنا وحدها، فقد يكون “خوسيه ارمادنو جوزيف” أحد حكماء الفيس في اميركا الجنوبية هو توكل كرمان بالنسخة اللاتينية، وهذا يعني ان مواجهتنا لأجل معالجة هذه القضية لا بد وان يكون بشكل منظم والاهم متبنى من جهة رسمية او على الأقل جهة ذات كيان معروف على مستوى العالم كله، ولعل احد المؤسسات الإعلامية المصرية او السعودية او الإماراتية يفي بذلك.> بقي في جعبتي شي واحد، وهو ان الاخوة والاخوان ممن يعلنون انسحابهم ن الفيس بوك اعتراضا، انصحهم بالعدول عن هذا القرار، لأنه لم نتعود الانسحاب من المواجهة، وحتما لو تكاتفنا وشكلنا تنظيم عالمي مدعوم رسميا واعلاميا لتقوم ادارة الفيس بوك بطردها من مجلس الحكماء فإننا نكون حققنا نصرا نوعيا متميزا يفوق انتصارات الجيوش وساحات الحروب، لن نترك لها الساحة ولن ننسحب من المواجهة، ولكن الأهم ان نفكر ونخطط ومن ثم ننفذ بشكل جماعي اقليمي وعالمي.