هل الحقن بالحقنة الشرجية للصائم المريض يفسد الصيام .. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية.وأوضحت الدار، أن مذهب جمهور العلماء في الحقن الشرجية أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالًا للمائع المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وذهب العلامة اللخمي من المالكية إلى أنها مباحة لا تُفطِر، وهو وجه عند الشافعية. وفي قول آخر عند المالكية أنها مكروهة، وجاء في «التوضيح»: [قال ابن حبيب: وكان مَن مَضَى مِن السَّلف وأهل العلم يكرهون التَّعالج بالحقن إلا من ضرورةٍ غالبةٍ لا توجد عن التَّعالج بها مندوحة]، فلهذا استحبَّ قضاء الصَّوم باستعمالها.وقال الحافظ ابن عبد البر المالكي في «الكافي في فقه أهل المدينة«: [وقد قيل: القضاء في الحقنة استحباب لا إيجاب، وهو عندنا الصواب؛ لأن الفطر مما دخل من الفم ووصل إلى الحلق والجوف].وانتهت الإفتاء إلى أنه يمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتُلِي بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحًا، ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء.قالت دار الإفتاء، إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.وأضافت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حر فإن ثوابه يكون أعظم؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الدارقطني. اقرأ أيضًا: هل الصوم في شدة الحر له ثواب أكبر من الأيام العادية؟كما أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن ثواب الصيام في الحر الشديد كبير عند الله تعالى، منوهًا بأنه إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم أو لشدة حرّه؛ فإن ثوابه يكون أعظم.ونصح «الأزهر» عبر صفحته على «فيسبوك»، الصائمين، قائلًا: «إن بلغك الجهد لشدة حر اليوم وأنت صائم؛ فتذكر ما أعده الله عز وجل للصائمين، واصطبر بذلك على طاعة الله سبحانه، واعلم أن الأجر على قدر التَّعب والنَّصب».واستشهد بما وروي عَنْ أُمِّنَا عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» أخرجه الدارقطني.
مشاركة :