أكد عبد الله عنايت؛ الشريك المؤسس لدى W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، أن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) أثبت القدرات الرقمية الكبيرة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، خاصة بعد التحوّل المفاجئ لتطبيق نموذج العمل عن بُعد، الذي فرض نفسه كتحدٍ أمام الشركات الناشئة والمتوسطة، والتي قد لا تتوفر لديها البنية التحتية لأنظمة هذا النوع من الممارسة؛ نظرًا لتكاليفها الكبيرة، إلا أن القطاعات السعودية العامة والخاصة أثبتت أنها على مستوى التحدي. وقال: “نشهد نماذج ناجحة كثيرة في التحول للعمل عن بُعد، وهو ما يدل على أن السعودية قطعت شوطًا كبيرًا في التحول الرقمي وتمكنها من أدوات التقنية الرقمية”، وعند سؤاله حول تقييم أثر الأزمة الصحية العالمية في منظومة الاقتصاد العالمي والمحلي، أوضح أن “الاضطراب الاقتصادي المفاجئ الذي سببه تفشي الجائحة كان مدمرًا للعديد من القطاعات الاقتصادية، خاصة تلك المرتبطة بالسياحة والسفر وتنظيم الفعاليات وما شابهها”. وأضاف “عنايت” أن الخبراء يتوقعون انكماشًا اقتصاديًا مقبلاً، وقد يتطلب الأمر سنوات من التعافي لاقتصاديات الدول الهشة، أما بالنسبة للاقتصاد السعودي فالأمور تدعو للتفاؤل، وذلك بناء على أحدث التقارير الصادرة من “البنك الدولي” ووكالة “فيتش”؛ نظرًا لمركزها الاحتياطي النقدي الضخم. وثمّن مبادرات القيادة الرشيدة العاجلة لمساندة القطاع الخاص، خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرًا من تبعات هذا الوباء؛ حيث يصل حجمها إلى ما يزيد على 120 مليار ريال، أضف إلى ذلك الأمر الملكي السامي بالموافقة على حزمة مبادرات إضافية تمثّلت في دعم وإعفاء، وتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، وتخصيص مبلغ 50 مليار ريال لتعجيل سداد تلك المستحقات، ودعم أجور السعوديين في القطاع الخاص بـ 60% في المنشآت المتضررة من الأزمة الصحية العالمية. واستعرض “عنايت” التحديات التي تواجهها المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية في المملكة حلال أزمة كورونا، مشيرًا إلى أن تطبيق الإجراءات الاحترازية لوقف انتشار الفيروس وتوقف الأنشطة الاقتصادية وعمليات الاستيراد والتصدير وإصابة قطاعات بأكملها بالشلل من أكبر التحديات التي تواجهها هذه المنشآت. واختتم قائلًا: “لإدراكنا حجم التحديات قررت W7Worldwide إصدار سلسلة من التقارير الاستشارية، وهي عبارة عن أدلة إرشادية للشركات والمؤسسات الحكومية والمدنية الأهلية للتعامل مع الجائحة؛ حيث ركز التقرير الأول الذي أصدرناه في مارس الماضي على “كيفية إعداد خطط الاتصال الفاعلة لمواجهة التهديدات التي تهدد صورتها الذهنية على مستوى البيئتين الداخلية والخارجية”، أما الثاني الصادر خلال شهر أبريل الجاري فسلط الضوء على الأزمة الصحية التي ضربت مختلف مناطق العالم، والتقرير الثاني صدر في أبريل وسلّط الضوء على استراتيجيات التفاعل مع الموظفين”. اقرأ أيضًا: تقنيات تبريد حديثة للحفاظ على هواء نقي 100% داخل المسجد الحرام القحطاني: 60% من الشركات الناشئة ستخرج من السوق بسبب “كورونا” «البريكان»: مبادرة علاج المشاريع تستهدف 10 قطاعات حيوية بالمملكة
مشاركة :