أحمد الجسمي: اتهام «أم هارون» بالتطبيع كذب

  • 5/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار:فدوى إبراهيم ارتبط اسم الفنان أحمد الجسمي بمسلسل رمضاني مثير للجدل يشارك فيه، ممثلاً وشريكاً في الإنتاج، هو «أم هارون» مع الفنانة حياة الفهد. المسلسل الذي أثار جدلاً، حتى قبل عرضه، متهم بالتطبيع، وهو ما يستنكره الجسمي، مستنداً إلى الرفض العربي للاحتلال «الإسرائيلي» ومشاهد تضمنها العمل تؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض.ويكشف الجسمي في حواره مع «الخليج» أن المسلسل عن يهود الكويت، لكنه يدور في مجتمع غير محدد عرف التنوع، وأن أم هارون شخصية مستوحاة من قابلة وممرضة يهودية عاشت في البحرين أضاف الكاتبان إلى قصتها أحداثاً من نسج الخيال.أحمد الجسمي المهموم دوماً بإعلاء قيمة الإنتاج الإماراتي ووضعه في مكانة مميزة بين دراما الخليج، يسعى بقوة لإنجاح هدفه من خلال إنتاج عدة مسلسلات من بينها «أم هارون» بتعاون بين شركته «جرناس للإنتاج الفني» ومؤسسة الفنانة حياة الفهد، يطل في مسلسل «بنت صوغان»، أحد الأعمال الإماراتية. ويلفت إلى تحول في التعامل هذا العام مع الإنتاج المحلي بما يدعم الفنان الإماراتي، متوقفاً عند الدور المحوري لشركة «أبوظبي للإعلام». فيما يلي تفاصيل الحوار مع أحمد الجسمي: * هل تتفق مع القول إن الإنتاج المشترك كان سبباً قوياً في نجاح مسلسل «أم هارون» وما حققه من صيت هذا العام؟- بالتأكيد، فالشراكة بين «جرناس للإنتاج الفني» و«مؤسسة الفهد للإنتاج الفني والتوزيع» هي سبب رئيسي في ظهور العمل بالمستوى المطلوب، ليس ذلك فحسب، فالفنانة الكبيرة حياة الفهد هي ركن أساسي في النجاح لجرأتها في قبول تمثيل وإنتاج عمل مغاير، غريب، وجريء في الطرح على مستوى الدراما الخليجية، بالإضافة إلى النجوم المشاركين في هذا العمل الضخم. لم يسبق أن ووجه عمل خليجي بالضجة التي رافقت مسلسل «أم هارون» قبل عرضه، وهذا أكبر دليل على جرأة العمل، وبالتأكيد يحسب للنص وقوته وجرأته في الطرح، فقد تألق الكاتبان محمد وعلي شمس في خلق نص مغاير بأحداثه وأجوائه وحواراته. وعلى جانب آخر، شاركنا عبر «جرناس للإنتاج الفني» في إنتاج مسلسلين آخرين، وهما «مانيكان» و«رقم الحظ 7» مع شركة «بي برودكشن» للفنان فؤاد علي وزوجته الفنانة هيا عبدالسلام، وكذلك أنتجنا العام المنصرم معاً مسلسل «أجندة»، فقد التقت الأفكار والتوجهات الفنية، فاستطعنا الخروج بأعمال تنافسية، ولعل هذا الحضور الإماراتي دليل على أننا قادرون على التميز.* وفي هذا العام نشهد وجود خمسة أعمال محلية ومن إنتاج إماراتي، كيف تجد هذا التطور؟-عانينا لسنوات بسبب ضعف الإنتاج المحلي من المسلسلات، وترتب على ذلك عدم تطور للدراما المحلية وتخلفها عن مثيلاتها في الأعمال الخليجية، وللأسف أصبح الفنان الإماراتي مقعداً في بيته. لا ننكر أن هناك دعماً من خلال مؤسسة دبي للإعلام في إنتاج عمل أو عملين محليين في السنة، ولكننا كنا نطمع في المزيد من الإنتاج، خاصة أن لدينا قنوات تلفزيونية عديدة، ولكن في هذه السنة وجدنا احتضاناً كبيراً لأعمالنا المحلية، فقد جاءت إدارة وطنية تثق بأبناء الوطن مهتمة بدعم الإنتاج المحلي في شركة أبوظبي للإعلام، وهنا لا بد من تقديم الشكر الكبير للموجودين في هذه الإدارة وثقتهم بالمنتج الإماراتي، وعلى رأسهم د.سلطان الجابر الذي فتح الباب لجميع الفنانين والمنتجين الإماراتيين ووجّه الشركة بتنفيذ وإنتاج أعمالهم ومساندتهم في تطوير الدراما الإماراتية، فعاد ذلك بإنتاج أعمال محلية، بالإضافة إلى الأعمال الخليجية والعربية.كل الشكر للدكتور الجابر وفريق عمله المخلص، فما قدموه هذا العام ليس مجرد عدد، إنما هو ثقة تبعاتها جمة، فدعم المسلسلات المحلية هذا العام واحد من أهم أسباب تطور الصناعة، وظهور الفنان الإماراتي على الشاشة، ومنح الحافز للمنتج والفنان لمزيد من الاجتهاد والعمل من أجل إعلاء الدراما المحلية.* شهدنا في «أم هارون» رغم وجود قامات فنية كبيرة منح حيز كبير للممثلين الشباب، في شخصيات راحيل، محمد، عزرا، زنوبة، وآخرين- هو شيء يحسب للفنانة حياة الفهد التي لطالما منحت المساحة والفرص للشباب في أعمالها، فهي مؤمنة بأن العمل لا يكتمل دون جهود الجميع متكاتفة، وهي قناعاتي الشخصية كذلك بأن العمل لا يعتمد على نجم واحد، بل هو جماعي، فتلاقت أفكارنا واستطعنا بجهود إدارتي شركتينا أن نجمع في العمل نجوماً كباراً وفنانين على قدر عال من الموهبة والطاقات، فالمسلسل مبني على قصص شخصيات عدة تلتقي وتتفرق أحياناً، وتمنح كل بطل في العمل الحضور المميز بما يلائم شخصيته فيه.* يحتضن المسلسل أيضاً عدداً كبيراً من فناني العرب والخليج، هل الأمر مقصود لإبعاد سمة أن العمل كويتي وأنه يتحدث عن يهود الكويت؟- هذا صحيح، قصدنا أن نجمع فنانين من جنسيات مختلفة، لم يكن ذلك أبداً على حساب القدرات الفنية، لكننا نتحدث عن عمل جماعي يحكي قصصاً درامية لا علاقة لها بجنسية أو مكان، إنما تشترك بالزمان فقط، وهو فترة الأربعينات من القرن الماضي.وما أشيع عن العمل أنه يروج أو يدعو للتطبيع مع العدو «إسرائيل» خاطئ تماماً، فمن شاهد العمل من بدايته حتى اليوم يعرف تماماً مدى كذب هذه الأقاويل، فنحن كنا، كعرب وخليجيين، وما زلنا، وسنظل ضد الاحتلال «الإسرائيلي».* لكن قد يبدو للوهلة الأولى وجود اليهود في العمل كأسر وتعاملهم وتعايشهم مع غيرهم في المكان، بنظر البعض، تطبيعاً؟- الاحتلال «الإسرائيلي» الذي نعرفه اليوم، كان مرفوضاً من أهل «الفريج» وهو الذي يثور عليه بالمظاهرات حين إعلان دولة «إسرائيل» في 1948م، ومن ثم يجمعون التبرعات لأجل الشعب الفلسطيني صاحب الأرض. وكل هذه المشاهد رأيناها من خلال أحداث المسلسل، فكيف يمكن هنا أن ندعو للتطبيع؟* اخُتلف على شخصية «أم هارون» إن كانت كويتية أو بحرينية أو عراقية، فكيف ترد على ذلك؟- شخصية «أم هارون» في المسلسل اقتبست بعض ملامحها من شخصية السيدة الفاضلة «أم جان»، القابلة التي كانت تولّد نساء حي في البحرين، هي يهودية كانت تعيش هناك وتعمل قابلة وممرضة، وأبدع الكاتبان علي ومحمد شمس في نسج خيوط درامية حول هذه الشخصية من وحي الخيال، واستطاعا أن يقدماها نموذجاً للتعايش في حي خليجي كما هو واضح للمشاهد، لا ينتمي لأي دولة، واعتمدا في ذلك على ما لا يقل عن 7 مراجع تاريخية، بالإضافة إلى الاستعانة بالسيدة نانسي خضوري، عضو مجلس الشورى البحريني، لمنح العمل المصداقية، فجاء يتسم بالتوازن في سياقه وشخصياته وعلاقة المجتمع الواحد بأديانه المختلفة، ولم نذكر الكويت أو البحرين أو البصرة أو غيرها.* صور العمل في قرية تراثية خاصة بشركة «جرناس»، فهل غيرتم ملامحها لأجله ؟- القرية تقع في إمارة الشارقة، وتتسم ببناء ملامحه تراثية إماراتية، إلا أن طبيعة العمل استدعت تغيير بعضها لتتفق والسياقين الزمني والمكاني للمسلسل، فأجرينا تعديلاً على بعض المنازل والأزقة لتأخذ الشكل العام لمباني دول الخليج دون الانتماء لأي منها قصداً، ليتضح الهدف من العمل بأنه عمل خليجي يهدف في سياقه الدرامي لرصد المجتمع الخليجي في فترة زمنية ضمت تنوعاً في دياناته.* هل شكل ذلك تحدياً لكم؟ وكم استغرق العمل؟- التغيير كلفنا الوقت والمال، لكنه أمر طبيعي في ظل إنتاج عمل ضخم مثل «أم هارون»، وحضرنا للمسلسل ما يقارب الشهرين، وقضينا في التصوير ما يزيد على 75 يوماً.* على جانب آخر، تقوم ببطولة مسلسل «بنت صوغان» التراثي، وتظهر أداء مختلفاً في هذا العمل، كيف ترى هذه التجربة؟- في هذا المسلسل أنا ممثل في عمل من إنتاج وتأليف كاتبنا المتميز جمال سالم، ولأن العمل يختلف بشكل جذري عن «أم هارون» كان من المثري لي أن أقدمه، إذ تدور أحداثه الكوميدية والدرامية في بيئة محلية تراثية، ما يعزز حضوري في الدراما المحلية، في حين «أم هارون» خليجي عربي. وأحاول دائماً إن مثلت في عملين في الموسم أن يكونا مختلفين بشكل كبير، وهو ما حصل في العام المنصرم حين أديت دورين في «حدود الشر» الخليجي و«الطواش» المحلي.

مشاركة :