الدوحة - عبدالمجيد حمدي: كشف الدكتور ماجد العبدالله، مدير خدمات الصحة النفسيّة بمؤسسة حمد الطبيّة، عن استقبال خط المُساعدة النفسيّة ما يقرب من 4 آلاف اتصال من أفراد المجتمع وأفراد الطواقم الطبيّة والتمريضية الذين يُمثلون الخطوط الأمامية للتصدي للجائحة لتوفير المُساعدة النفسيّة المطلوبة لهذه الفئات. وقال في تصريح لـ الراية إن خط المساعدة النفسيّة الذي تم إطلاقه في الثامن من أبريل الماضي يهدف لتوفير الدعم النفسي في ظل انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19» وما يترتب عليها من تأثيرات نفسية سلبيّة مثل الإصابة بالتوتّر والقلق وغيرها. وأضاف إنه من الواضح أن جائحة كورونا أدّت لحدوث تغييرات كبيرة فى نمط المعيشة التي نحياها وأن الكثير من الأشخاص بدأوا يشعرون بمستويات عالية من التوتر والقلق، موضحاً أن خط المُساعدة النفسية يوفّر بالفعل وسيلة قيّمة للجميع للوصول إلى الدعم والإرشاد النفسي المطلوب. وتابع: إن خط المساعدة النفسي يوفّر خبراء صحة نفسيّة مؤهلين يمكنهم توفير التقييم والدعم المطلوب للمتصلين لفئات مختلفة تشمل الأطفال والمراهقين وآباءهم والبالغين وكبار السن والعاملين في الخطوط الأماميّة بالقطاع الصحي. وأوضح د.ماجد العبدالله أننا نريد من الجميع أن يعلم أن الشعور بالقلق والتوتر خلال هذه الأيام أمر عادي، لافتاً إلى أن الفريق المُخصص لتوفير الدعم النفسي مؤهل ومدرّب على كيفية تقديم المساعدة للتغلب على هذا الشعور والخروج بسلام من هذه الفترة، مضيفاً إنه بالنسبة للكثير من الأشخاص فإن مجرد الحديث عن الشعور الذي ينتابهم يُعدّ أمراً له تأثير إيجابي كبير. ولفت إلى أنه من أهم أهدافنا إشعار المُتصل أو متلقي الخدمة بالأمان الفوري وتقديم الدعم له بعد معرفة احتياجه النفسي والطبي وإيصاله بأسرع وقت ممكن للطبيب أو الخدمة المُناسبة له. وكشف د.العبدالله أنه تمّ مؤخراً البدء في بعض العيادات بتقديم خدمة الاتصال المرئي أو العيادات الافتراضيّة، موضحاً أن هذه الخدمة سوف تحدث ثورة في الخدمات المُقدّمة للصحة النفسيّة حتى بعد مرحلة «كوفيد-19»، حيث إنه من خلال هذه الخدمة يمكن أن نصل إلى أماكن بعيدة مما يؤدّي إلى تحسين الحضور والمتابعة وتحسين جودة العمل في متابعة الحالات النفسيّة. ولفت إلى أن الدراسات خاصة في الدول المطبّقة لخدمة العيادة الافتراضية مثل أستراليا وكندا أوضحت أن هذه الخدمة تؤدّي إلى زيادة الإحساس بالأمان وتقلل الوصمة المتعلقة بالطب النفسي؛ ما يؤدّي إلى زيادة الحالات التي تطلب الخدمة. وتابع: إن من الحالات التي يمكن أن تستفيد من هذه الخدمة بشكل كبير الحالات التي تعاني القلق الشديد والمترافق بحالات الرهاب الاجتماعي ونسبتها ليست بسيطة في أي مجتمع. ولفت إلى أن هذه الخدمة تلعب دوراً كبيراً لذوي الإعاقة وبعض حالات التوحّد وكبار السن خاصة في هذه الفترة التي يتطلب منا المحافظة عليهم لوجود عدد كبير منهم لديهم أمراض أخرى وأيضاً يمكن التواصل مع الأسرة من خلال العيادات الافتراضيّة وإشراكهم وأخذ بعض المعلومات وتثقيفهم بحالات أقاربهم ودعمهم نفسياً عند الحاجة. ونوّه الدكتور ماجد العبدالله بأهمية اتباع التعليمات واستغلال هذه الفترة والشهر الكريم وأجوائه الروحانية والحرص على التفاؤل لأنه يُحسن الحالة النفسيّة وأن نكون واثقين من تحسّن الأمور. من جهتها قالت الدكتور مي المريسي المُدير التنفيذي للتطوير الإكلينيكي ومدير الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبيّة إنه بعد التقييم المبدئي لاحتياجات المُتصل يستطيع فريق العمل توفير نوعية الدعم من خلال الاتصال التليفوني وفي حال الضرورة يمكن تحديد موعد للمُتصل في إحدى العيادات في وقت لاحق. وأوضحت أن خدمة الدعم النفسي متوافرة بعدّة لغات من قِبل فريق الصحة النفسيّة الذي يستقبل الاتصالات، لافتة إلى أن ساعات عمل خط المساعدة للدعم النفسي هي من السبت إلى الخميس من 8 صباحاً حتى الواحدة ظهراً ومن الثامنة مساءً حتى الواحدة صباحاً ومن 8 صباحاً حتى الواحدة ظهراً يوم الجمعة وذلك على الرقم 16000، مؤكداً أن الخدمة سريّة ويمكن للمُتصلين ألا يفصحوا عن هُويتهم وذلك تجنباً للوصمة المتعلقة بالصحة النفسيّة. وأضافت إنه خلال انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19» من الطبيعي أن يشعر البعض بالحزن والتوتر أو القلق ولكن لا بدّ أن يفهم الجميع أن هذا الوقت سيمضي وستعود الحياة لسابق عهدها حتى يُمكن التخلّص من هذا الشعور وعدم التأثير على الصحة بشكل عام.
مشاركة :