غابت الفنانة المصرية المخضرمة نادية الجندي عن دراما رمضان منذ أن قدّمت مسلسل “أسرار” قبل خمسة أعوام، والذي لم يحقّق نجاحا يتماشى مع انتشار فنانة أطلق عليها النقاد “نجمة الجماهير”، ما جعلها تبحث عن التجديد لمخاطبة أجيال اعتادت متابعة وجوه شبابية في موسم دراما رمضان، فطلّت هذا العام من خلال المسلسل الكوميدي “سكر زيادة”. تتقاسم نادية الجندي بطولة مسلسل "سكر زيادة" مع الفنانة نبيلة عبيد في أول عمل يجمعهما معا طوال تاريخهما الفني، ورغم الانتقادات التي طالت العمل، لكنه شكل اختراقا لسيطرة وجوه بعينها على موسم رمضان، وألقى الضوء على نجوم مخضرمين أثروا الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الراسخة في وجدان وأذهان الجمهور حتى الآن. وقالت نادية الجندي في حوارها لـ”العرب”، إنها عملت على تقديم مسلسل أسري خفيف ومسلّ في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الكثير من المواطنين نتيجة الحظر الصحي، ويقدّم العمل في الوقت ذاته أهدافا تربوية واجتماعية بصورة بسيطة عبر الحلقات المنفصلة المتصلة التي تستهدف في النهاية توجيه رسالة هادفة في كل حلقة. وأضافت أن العمل يبتعد كليا عن الابتذال أو خدش الحياء، مثل بعض الأعمال التي تقتحم منازل الجمهور في شهر رمضان بحثا عن المشاهدات عبر اللجوء إلى الإثارة، وأنه متفرّد في المنطقة التي يقدّمها ويمكن تصنيفه على أنه كوميدي اجتماعي، وحاولت أن تكون فيه مختلفة عن العشرات من الأعمال الأخرى في موسم رمضان، وأغلبها يركّز على موضوعات اجتماعية بحتة. دراما جديدة أشارت الفنانة المصرية نادية الجندي إلى أن “سكر زيادة” دراما إنسانية اجتماعية مليئة بالمشاعر وتدخل العقل والقلب ببساطة دون أي انفعال، ويتناول بعض القضايا التي تطغى على اهتمامات الجمهور في إطار تراجيدي اجتماعي كوميدي، ويعد أحد أنواع الدراما الجديدة التي تقوم على إيصال رسائل غير مباشرة للجمهور وتلمس قضاياهم بشكل مبسّط بعيدا عن دراما الدم والقتل. ويستوحي مسلسل “سكر زيادة” قصته من المسلسل الشهير “The golden girls“، وتجري أحداثه داخل فيلا تضطر كل بطلات المُسلسل للإقامة فيها معا بعد تعرضهنّ لعملية نصب، حيث تحاول كل منهنّ الاستحواذ على الفيلا والتخلّص من باقي السكان، ما يُفجّر الكثير من المواقف الطريفة غير التقليدية. "سكر زيادة" يتناول بعض القضايا التي تطغى على اهتمامات الجمهور المصري والعربي في إطار تراجيدي اجتماعي كوميدي ويشارك في بطولة العمل مع الجندي وعبيد، الفنانة الشهيرة سميحة أيوب وهالة فاخر، وعدد كبير من النجوم الذين يظهرون كضيوف شرف منهم، أحمد السقا وبيومي فؤاد وجومانا مراد وروجينا ولقاء الخميسي وعبدالباسط حمودة وحمدي الميرغني وصبري فواز وسليمان عيد وبدرية طلبة، وهو من تأليف أمين جمال وإخراج وائل إحسان. وأوضحت الفنانة المخضرمة في حوارها مع، أن الجمهور تجاوب مع أدائها في الكوميديا التي اختارتها لأول مرة، بعيدا عن الألوان المختلفة التي قدّمتها في السابق، وتلقّت العديد من ردود الأفعال على شخصية “عصمت زكي” التي تجسّدها في المسلسل، وجاءت من جميع الفئات العمرية، لكنها توقّفت كثيرا أمام ردود أفعال الأطفال الذين لا يعرفونها جيدا. وأشارت إلى أن شخصية عصمت مليئة بكل المتناقضات، فهي رياضية أولا، وثائرة طوال الوقت على الظلم الاجتماعي لأنها امرأة تم تطليقها من زوجها غيابيا، وتشعر بالقهر، لكنها في الوقت ذاته امرأة قوية لا يمكن هزيمتها بسهولة، واستطاعت السيطرة على جميع المشاعر السلبية التي عانت منها وبدأت حياتها من جديد. وكشفت أن الشخصية التي قدّمتها عنيفة في بعض ردود أفعالها، إلاّ أنها حنونة أيضا، وتعرف كيف توجّه مشاعرها، وتحب والدتها وكل من حولها، وتسيطر عليها الرومانسية بالرغم من قسوتها، ما جعل تحضيرها للشخصية يستلزم جهدا مضاعفا لإظهار المشاعر المتناقضة بصورة تقنع الجمهور. ولم تخش “نجمة الجماهير” من غيابها الطويل عن الدراما التي شهدت تغيّرا ملحوظا في صناعتها خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن اعتمدت على مؤلفين ومخرجين ونجوم جدد أيضا، غير أنها راهنت على تقديم عمل هادف مثل الأدوار التي قدّمتها على مدار تاريخها الفني واستطاعت من خلالها ترسيخ نجوميتها وسط الجمهور. واعترفت الفنانة المصرية، التي بدأت مشوارها الفني قبل ستين عاما وقدّمت حوالي 55 عملا متنوعا بين السينما والدراما، أنها أدخلت بعض التعديلات على سيناريو العمل حينما كانت تقتضي الضرورة ذلك، وتناقشت مع مؤلف العمل ومخرجه في بعض الموضوعات، اعتمادا على خبرتها الطويلة التي تجعل لديها رؤية بشأن بعض تفاصيل العمل. وترى أن العمل الفني لا بد أن يكون قائما على المشورة الدائمة بين جميع القائمين عليه بعيدا عن الدكتاتورية، ولا يجوز لشخص بمفرده الانفراد بالقرار، ويجب أن يكون قرارا جماعيا بالموافقة والاتفاق، وإحداث حالة من المزج الفني بين صناعه حتى يظهر في أفضل صورة بما يجعل الجمهور متفقا على أنه عمل متكامل. أجمع العديد من النقاد على أن وجود نادية الجندي ونبيلة عبيد في عمل فني كوميدي بعد مشوارهما الفني الطويل ورصيد هائل من الأعمال الفنية، شجاعة تحسب لهما في حضور سيدة المسرح المصري سميحة أيوب، وفي ظل منافسة شرسة مع النجوم الشباب الذي ثبّتوا أقدامهم على مدار السنوات الماضية. وبدت مشكلة مسلسل “سكر زيادة” الأساسية في العناصر القائمة على إبراز العمل للجمهور، وتعرّضه لانتقادات عديدة لقصر الفترة الزمنية لحلقاته التي لم تتخطّ العشرين دقيقة، بجانب وجود بعض المشكلات في توظيف الكم الهائل من ضيوف الشرف. غير أن الجندي، أشارت إلى أن الإجراءات الاحترازية بسبب فايروس كورونا وتوقّف حركة الطيران في أثناء التصوير عوامل أثّرت على مجمل العمل، قائلة “لم يستكمل العديد من الفنانين أدوارهم لأنهم لم يستطيعوا السفر من مصر بسبب حظر الطيران، مثل لقاء الخميسي، وجومانة مراد وغيرهم من الفنانين جاؤوا وقاموا بتصوير يوم أو يومين من دورهم ورجعوا إلى مصر وعند عودتهم توقّف كل شيء، وبالتالي لم تستكمل أدوارهم، كما تمّ إلغاء العديد من المشاهد، لأنه كان من المفترض تصويرها خارجيا في بيروت، لكن التصوير ممنوع تماما في لبنان”. أكدت الجندي أنه لا يشغلها الهجوم على المسلسل الذي جاء قبل عرضه ومشاهدته من الأساس ما يعني أن هناك نية مبيتة للهجوم على العمل وأبطاله، واتهمت أشخاصا مأجورين لمهاجمتها، وقالت “لا أهتم بانتقادات موجهة إلى جملة قلتها أثناء المسلسل، لأن الأمر يتحوّل إلى شخصي، لكن وسط هذا الهجوم هناك من ردوا عليه بعد متابعتهم للعمل”. وتعرّضت بطلات العمل إلى حملات تنمر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تقدّم أعمارهنّ، بل إن البعض ذهب لمطالبتهنّ بالجلوس في منازلهنّ من دون الالتفات لوجود شرائح سنية كبيرة بين الجمهور تمثلها بطلات “سكر زيادة” تحتاج للاهتمام بها وتقديمها على الشاشة، خاصة أن المسلسل قدّم قصة مختلفة لكل نجمة منهنّ. وردّت “نجمة الجماهير” في حوارها، على الانتقادات التي طالتها بسبب كونها جسّدت دور ابنة الفنانة سميحة أيوب قائلة “الفيصل هنا هو هل لاحظ المشاهد أن الشخصيتين داخل المسلسل غير مناسبتين، لقد جرى النبش حول المئات من الأسباب لانتقاد المسلسل كي يثبتوا فشله، وليس لي علاقة بكل ذلك، أنا اهتم بمن يحبونني ويفهمون الفن، وليست لديهم أحقاد، ويقولون كلمة الحق”. وترى الجندي أن المنافسة في موسم رمضان صعبة، “لا يجوز المقارنة بين عمل وطني مثل ‘الاختيار’، وعمل اجتماعي مثل ‘البرنس’، وعمل كوميدي اجتماعي في حلقات متصلة منفصلة بشكل جديد مثل ‘سكر زيادة’، فكلها ألوان مختلفة، ولا يوجد وجه مقارنة وكيف يتمّ وضعهم في منافسة واحدة فكل عمل ليس له علاقة بالآخر، من هنا تصبح المنافسة صعبة وظالمة”. وأضافت “أريد للأشخاص الذين يقيّمون الأعمال تقييمها جيدا بأن لا نقول هذا أفضل عمل هذا العام، فلا يوجد ما يسمّى كذلك، والأصح التحديد بأن هذا أفضل مسلسل وطني وآخر أفضل عمل اجتماعي وثالت أفضل كوميدي اجتماعي هادف، وهذا التقييم هو الصحيح، ولا يجوز وضعهم في سلة واحدة هذا العام”. وتُؤكّد نادية الجندي أنها تستعد حاليا لعمل سينمائي، وهي بصدد قراءة السيناريو، قائلة “هناك الكثير من الشخصيات التي أريد تجسيدها، فالفن لا ينتهي والشخصيات الحلوة لا تنضب، والأهم أن أضع يدي على الشخصية الصحيحة التي لم تقدّم من قبل حتى لا أكرّر أدواري، ففترة الاختيار صعبة، لذلك أترك مهلة كبيرة بين عمل وآخر كي أتحصل على الجيّد”.
مشاركة :