ليلى زيدان تكتب: الذكرى أطول من العمر (محمد حسن)

  • 5/18/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نتفق جميعا أو نختلف أن العمر محدود والأجل آت شئنا أم أبينا حببنا أو كرهنا ، ولكن الحقيقة والتى لا شك فيها هو أن ما يطيل بقاء الإنسان فى هذه الدنيا هو ذكراه الحسنة وعمله الصالح الذى سيتذكره به الجميع ويكون سببا فى دعائهم له بالرحمة حتى بعد وفاته.فكم من غنى يمتلك من الأموال والأملاك والعقارات ينشغل بالدنيا وملذاتها ناسيا مساعدة الاخرين وخدمتهم يأتى أجله ولا يتذكره أحد بمجرد دخوله القبر وتلقي العزاء فيه. ولكن هناك من الأشخاص من لا يمتلكون الثروات ولا الأموال فيموتون ولكن تظل ذكراهم حية وباقية لا تموت ، يعيش عملهم الصالح واجتهادهم  وإخلاصهم في النية لتقديم الخير والعون  للآخرين، لا يرجون مقابلا ولا شكرا على ذلك رجائهم الوحيد فى ذلك هو إرضاء ضميرهم أمام خالقهم يوم الحساب.أتحدث اليوم عن الشاب المصرى محمد حسن عضو المكتب الفنى لنائب محافظ القليوبية وخريج البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والذى تمت إصابته بكورونا ولم يتوان أو يتفان عن مساعدة الأخرين والقبام بواجبه حتى وهو مصاب بهذا الفيروس اللعين الذى حرمنا من  كثير من أحبائنا.فبدلا من أن يستريح محمد الشاب المصرى النبيل ويتفرغ للعلاج من إصابته بكورونا أخذ يمارس عمله من منزله ويتلقى المكالمات من المواطنين ويستمع لمطالبهم وشكواهم وبينما يتلقى مكالمة  قام للتحدث من شرفة منزله نظرا لضعف الشبكة ،ونتيجة لتعبه وإرهاقه سقط من شرفه منزله ميتا فى الحال ونسأل الله له المغفرة والدعاء .محمد حسن كان رمزا حقيقيا للعطاء والتفانى وخدمة الآخرين حتى فى أصعب الأيام وأحلك المواقف التى يمر بها .وربما وجود فيروس كورونا والموت لهو رسالة ربانية تخبرنا بأن نعمل بجد واخلاص وان نتمنى الخير لغيرنا ونصفى قلوبنا من الغل والحقد والغيرة .رسالة تخبرنا بان الذكرى أطول من العمر بكثير وأن الذكرى العطرة والسمعة الحسنة بين الناس ستكون سببا مؤكدا فى شفاعة الآخرين لنا عند الله وسواء طال أو قصر العمر، فلا شك بأن جميعنا سيأتى علينا يوما نكون فى عرض دعوة أو ذكرى حسنة أو صدقة تطيل بقاءنا بين الأحباء .

مشاركة :